[المفتش كرمبو]

و
عادة أصحو متأخرا كاى ملك عظيم وانسل من سريري بهدوء برجوازي ,مرتديا روبا حريريا وأدس أصابع قدمي في خف حريري وأترنح ثملا من لذة النوم الهادئ والرومانسي وأتقدم كديك رومي منفوش الريش نحو صالة القصر الرحيب حيث تنتظرني زوجتي كملاك طاهر بملابسها البيضاء وشعرها الفاحم يتكوم تحت قلنسوة ذهبيه
و
اندلقت في فضاء مخيمي البائس "والذي يشكل اكبر تجمع بشرى على مستوى العالم " حيث تتعانق الأسطح والشوارع والأشجار والأطفال والنسوة والرجال في لوحه وسرياليه أو تجريديه أو تكعيبيه أو تعليبيه ,المهم هدرت الموتسكيلات بصوت مستفز ومزعج , وزمجرت فوق إسفلت الشارع الضيق عشرات السيارات ومكبرات الصوت تحث الجماهير والنائمين أن "استيقظوا كفاكم نوما فما أطال النوم عمرا "وعلت أصوات المساجد وأضيئت أنوار المآذن ودقت أجراس الكنائس تعلن "أننا قاب قوسين أو أدنى من قبة الصخرة"
و
لساعات انتظرت الملكة المبجلة حفظها الله ورعاها وأدام عزها وملكها الفسيح السيدة "كهرباء" حتى تنتهي من زينتها وماكياجها الذي يطول يوميا لسبع أو ثمانية ساعات ,فلنعو الله أن تشرفنا ب"انطلاقه" كبيرة وحاشدة وتفند ادعاءات المستهترين والمغرضين والمستسلمين والمنبطحين والضبابيين
و
أخذت اصرخ وبالطبع ذاتيا "طبعا عبر اوراقى التي لايمكن أن تخونني أو تشى بى " وهذا ليس من ضعف أو خوف لاسمح الله فالبلاد تعيش مرحله استقرار وعلى كل المستويات فهناك من لاتنفذ جيوبهم أو تنفذ كروشهم أو تطفئ الأنوار في بيوتاتهم واستطيع أن أعلل ذلك" بأنهم يتعبون ليلا ونهارا على خدمتنا "وأننا " مبنستاهل ومفش في عروقنا نقطه دم وحدة " فقد شاهدتهم ذات مرة يشعلون شموعا قليله والأعجب أنهم يتحدثون عبر "ميكات" موصولة بالكهرباء فاعجبتنى هذه السياسة واعتبرتها "تقليعة حديثه"
و
أخيرا اقتنعت بان اكتفى بشمعه "صفراء: تسفك نفسها من اجل إنارة غرفتي والعجيب أنها "محاصرة" داخل منفضة وبين أكوام من أعقاب السجائر وعلى أنواعها
و
ياخذنى الحنين أن احتسى كوبا كبيرا جدا من القهوة العربية المرة وأشعل معها ثمانون سيجارة مهربه وأحيل فضاء غرفتي ضبابا باهتا ولعل الرائحة تخنق اولادى وزوجتي
و
أسرعت نحو المطبخ وأصبحت العملية جاهزة والأدوات معدة بشكل استراتيجي ولم يتبق غير إشعال عود الثقاب المسكين واقتربت وبكل لهفتي وشوقي للقهوة مددت يدي لأدير مفتاح الصندوق الحديدي صاحب الثلاث شعلات
و
اكتشفت نفاذ غاز الطهي
والى اسبوع آخر