[المفتش كرمبو]

وقتئذ انطلقت افكارى منذ خمس وعشرون عاما ..انطلقت كالعنقاء من تحت الرماد وسبحت طميا نيليا وبعثرت ركام حياتي من جديد
مثلك كانت حبيبتي ..طيبه وودودة .. واقسم انك تفوقينها إحساسا وتتربعين فوق عرش قلبي كملكه متوجه ..اسمك تغريد البلابل يملأ قلبي الحزين ..عيونك تسحرني وكنت أخشى هذا الجنون .
هذه اللحظة اعترف اننى أميل نحوك بكل جوارحي واحاسيسى ..مشاعري وجنوني ..خيبتي وهزيمتي ..فشلي وحلمي المحطم .
حدثتك ذات يوم إذ تذكرين حين جلسنا على ارض عشبية والعطر يعبق المكان
" اعرف أن هذا الحب ولد مجنونا ..في زمن مجنون ..في مكان مجنون ..في توقيت مجنون"
كم اشتهى الآن أن اسمع صوتك ..مسالما ..غاضبا
أذكرك بذاك الطريق الذي مشيناه سويا وأنت حافية القدمين ..قطعتنا الخشبية والتي رسمت عليها أحاسيسنا ..لعبتنا المفضلة ونحن نجلس سويا فوق الاريكه إذ تذكرين
أيتها الخيل الهاربة نحو حتفي ,مازلت ابحث عن بقاياي المبعثرة لحما مفريا ..الفواصل تتعاظم وتكبر في حلقي وعقلي وقدماي أثخنهم كثرة التجوال ..مازلت ابحث عن عيون كانت شعلتي في الحياة ..قلب ينبض دقات متوترة ..لحنا يهاجر رغما عن ذاتي المتعفنة ..مازلت أواصل تمسكي بحلمي ..اعرف بداية انه انتهى ..فلافرق في هذه اللحظة بين كينونتي ومماتي ..تجسدي وتوسدي دموعي ..تائها بين المعقول والمستحيل ..ضائع بين اوجاعى والمى وفلسفتي وانانيتى ..أواصل عبثا استرجاع ضحكتي المدفونة ..ثقتي المهزومة بفضل جحودها ..بلاهتي التي بلغت حد المستحيل سكاكين حادة تنهش عقلي بكل وقاحة ..أفارق المكان طائرا أسطوريا وأتحول رمادا فوق شفتيها ..انفجر حبا فوق الورق ..لغما في خلاياها ..وحدها تستحق أن أذوب في قسمات وجهها الملائكي ..أن اذكرها حتى مماتي ..اشعر اننى صغير أمامها ..أمارس لعبتي المفضلة وهى قضم اظافرى