[جلال البعشيقي]

كلما حاولت امسك بقلمي البسيط والمتواضع جدا وهذا القلم يشدني بل يجبرني إلى الكتابة حول الكلمة الصادقة والحقيقية والواضحة ولكن أنا اشعر بالتردد لأني أخاف بل أهاب الحرف كما أخاف سطوة الكلمة وارتعد من جبروت سلطة الفكر لان الكتابة في مجال الكلمة الهادفة والصادقة والحقيقية والواضحة أمانة في عنقي والأمانة ثقيلة لا يمكن لكل شخص يتحملها حتى الجبال تبرئة من حمل الأمانة ، أيها الإخوة القراء كلما أرد أن كتب مقال أتوسل إلي ألرب أن يلهمني صواب الرشد وتثبيت الفكر في كل كلمة اكتبها وأن يخفف من وقعها على مسمع وفكر من يعارضها ويجعل لها منزلة جيدة ومحترمة وكبيرة في قلب وفكر من يساندها وهي جديرة بذلك . بصراحة أنا لأنكر أن فكري وضميري دوما يحثاني على محاولة طرح الكلمة الصادقة والهادفة وخاصة عندما تتكون من هذه الكلمة سطور وهذه السطور تصبح على شكل مقال ، وخاصة عندما تكون العملية المطروحة في هذا المقال حول أبناء شعبي . أيها الإخوة كلما أقدمت على كتابة مقال بصراحة يزداد خوفي من مسؤولية الطرح والخوض في هذا ألاتجاه لان نقل الحقيقة بصدق وأمانة وإخلاص لا يتحملها الكثير ولا ينبري احد لها ويحملها على عاتقه إلا إذا كان قادر على حملها أو جاهل بيها. أيها الإخوة القراء الأعزاء كل كاتب عندما يتكلم عن واقع الحال المرزي والمتدهور لأبناء شعبه في أكثر مجالات الحياة حتما سيعاني ويكابد وسيكون ربما طريقه محفوظ بالمخاطر لان طرحة للكلمة الحقيقية والصادقة سيكون وقعها على البعض بل يمكن القول على الكثيرون من أصحاب ألمواقع في الدين والدولة وبعض الأحزاب والمنظمات والمجتمع واقع مر كعسل مر ، وحتما ستكون رحلته مع الكلمة الهادفة والصادقة والواضحة على كف عفريت لا ن الكثير لا يتحملون وقع الكلمة الصادقة من المسؤولون و من أصحاب الأقلام الملونة حيث يكونوا هؤلاء بالمرصاد لكل كلام وكلمة حقيقية تقال أو تكتب ، لان هؤلاء النخبة الملونة من الكتاب والتي ازدادت ألوانهم أخيرا على الألوان ( الحرباء) ، لا يقبلون الكتابة الصادقة لان ثقلهم في عالم الكتابة لا يساوي ابسط كاتب يكتب في مجال قول الحقيقة وخاصة عندما تخص أبناء الشعب..أيها الإخوة نرى هؤلاء يكتبون ولكن كتباتهم من اجل مدح هذا الحزب أو ذاك الشخص المسؤول ورفع من شأن أخر له موقع في الدولة وتكبير صورة أخر من المتلونون حيث نرى كتابات هؤلاء من ألمتعددين الألوان والإشكال قد (سمنت اللغة فيها وهافت الأهداف وكثرت الألوان المزيفة) ويكتبون (كلمات سمان من اجل أشخاص سمان ولكن معاني ما يكتبون هي ضعاف كضعفهم الفكري) يمكن اعتبار كتابه هؤلاء( كرائحة شواء كباب أو تكه أو معلاق يشهي القارئ وهو جائع يستطيب رائحتهما وتدخل خشمه ولكن لا تشبعه من جوع وهو فيه لان لا تصل إلى معدته أو أعماقه فيكون أجر هؤلاء الكتاب على القراء المساكين كرنين قطعة ذهب يلقونها على الأرض ويسمعون صوت رنينها ولكن مع كل الأسف هم لا يملكونها ولا يمكن أن يملوكها أبدا جلال البعشيقي