[أرب جمـال]

يؤمها طلاب الاستـشفاء وهـواة الـتراث.. حمامات حـمص الأربعة تشـهد على روعة الماضي وحميميته






حمص
تشتهر محافظة حمص بالكثير من الكنوز الأثرية والتاريخية التي تعبر عن أصالتها وعراقتها كمدينة تدمر التاريخية وقلعة الحصن وتل قطنا وقلعة حمص والأسواق القديمة إضافة إلى الجوامع والكنائس والتلال الاثرية.
وتشكل الحمامات الشعبية فيها معلماً مهماً من المعالم الأثرية الموجودة فيها والتي تميزت بنموذج عريق في البناء والزخرفة علماً أن تلك الحمامات لم تكن منشآت عامة تقدم الخدمات للزبائن فحسب بل كانت مكاناً للقاء الأصدقاء والأقارب في المناسبات الاجتماعية ولم تقتصر على الرجال بل كان للنساء نصيب فيها واختلف بناء كل حمام حسب الحقبة الزمنية التي كان فيها ولكن أغلبها يتألف من ثلاثة أقسام البراني والوسطاني والجواني.
وعن الحمامات في مدينة حمص يقول المهندس فريد جبور مدير دائرة الآثار والمتاحف بحمص إنه كان يوجد فيها أكثر من 25 حماماً لم يبق منها حالياً سوى أربعة حمامات وهي مسجلة لدى الدائرة وتشرف عليها لمنع أي تخريب أو تغيير في معالمها الأثرية والتاريخية وللحفاظ عليها وعلى روعة وجمالية بنائها وهذه الحمامات هي .. حمام الباشا ويقع في بداية شارع أبي الهول ويعود إلى الفترة العثمانية وهو عبارة عن قاعة مربعة في وسطها بحرة رخامية وهو ذو أسقف على شكل عقود وهناك غرفة مستطيلة مسقوفة بقبوة تحوي مقرنصات لتأمين الإنارة.
حمام العصياتي في حي باب الدريب ويعود للعهد العثماني ويتألف من ثلاثة أقسام البراني تتوسطه بحيرة الوسطاني يتميز بأرضية من بلاط الموزاييك والجواني سقفه عبارة عن قبة كبيرة مزينة بالقمريات.
الحمام الصغير في شارع الصاغة عند تقاطعه مع شارع المعرض ضمن كتلة الأسواق الأثرية ويعود للعهد الأيوبي حيث يتم النزول إليه عبر عشر درجات ليصل إلى القسم الأول منه وهذا الحمام مستثمر حالياً كسوق لبيع الأقمشة.
الحمام العثماني وهو الحمام الوحيد المستثمر حالياً و يقع في شارع الهادي ضمن كتلة الأسواق بجانب جامع البازر باشي ويعود إلى العهد العثماني ويمتاز هذا الحمام بالذوق المعماري والدقة في النحت والبناء والتناظر كما أنه غني بالرخام والأقواس الحجرية والتزيينات الجدارية و يضم ثلاث مقصورات وتوجد في وسطه بحرة من حجر المرمر الزهري اللون وفي وسطه نافورة ماء رخامية.
ويقول عبد المولى الفرج صاحب الحمام العثماني إنه لم يبق من الحمامات الأربعة في حمص سوى الحمام العثماني مستثمراً يرتاده الناس والسياح الذين يستمتعون بالحمام وطقوسه ويتم استقبال الزبائن وتقديم الخدمات اللازمة لهم وتسليم حوائجهم الشخصية من بشاكير ومناشف وصابون أثناء الحمام موضحاً أن عدد الزبائن يتزايد في فصل الشتاء بسبب دفء الحمام و تحديداً للمرضى الذين يعانون من التهابات المفاصل مشيراً إلى تخصيص يوم الجمعة لحمام النساء .
وتشكل تلك الحمامات روائع فن العمارة العربية التي تشد أنظار السياح إليها وتثير إعجابهم وانطباعهم عن الشرق وسحره فهي معالم أثرية وسياحية هامة تعتبر نقاط جذب تتطلب من الجهات المسؤولة إيلاء مثل هذه الحمامات المتبقية اهتماماً أكبر وتشجيعاً لأصحابها لإعادة استخدامها وترميمها.