[أحمد غنيم]

شـــيــطـــان يــســعــــى* شعر أحمد غنيم *

يا ظــالــمــا لا يـسـتــحـي مـــــن ذنــبــــه
وكـــأن خـــــوف الله لــيـــــس بــقــلــبــه

تــمــضــي بــلا عــقـــلٍ وحــسٍّ يــرتـقـي
وتــصـــيـــح مـثــل الـبــوم فــي أسـرابــه

والـطـفل يـُقـتــلُ بــعـــد مــقــتــــلِ أمــــــه
وتــظـــن مـــوت الـحـــق بــعــد غــيـابــه

لا لـــيـــسَ مــنـهـــزمــا ولــسـتَ بــفــائـزٍ
هـل فـاز قـبـلـكَ مـــن طـغـى فـي شـعـبـه؟

أ ورثــتَ ظـلــمَ أبـيـكَ فـي قـتـلِ الـــورى؟
ولـعــبــتَ دورَ الــوغــد فـــي أحــــزابــــه

لا لــن نـــرى مـــن نـســلــكــمْ من يـتـقـي
هــل يــنـتــج الـسـِرحانُ غـيـر ذئــابـــه؟1

مــتــجــبــرٌ مــتــآمـــرٌ فـــــي رســــمــــه
شــيــطـان يــســعــى والــطـغـاة بـصـلـبـه

لـُعــن الــمــقــامــرُ والـمـقــتـّـلُ شـعــبـــه
والـشـــر كـــل الــشـــر فــي أنـــســـابــــه

نــار الــقــذائـف ســوف تـحـرق نـسـلـهـم
وتــــزيـــل أذنــــابــا بـــــدت لـكـــلابــــــه

ســيــنــال خــاتــمــة الـمـسـيــئ لــربــــه
والــخــيــر كـــل الـخــيــر يــوم ذهــــابــه

ســيــنــال عــاقــبــة تــمـــاثــل جــرمــــه
فالله عـــــــدلٌ مـــــقـــســــطٌ بـعــقــابـــــه

وكــمــثـــل حـــال مــعــمـــرٍ لـن يـرتــقـي
سـيـخــلـــدُ الـتــاريـــخُ يـــوم حــســابــــه

وطــنــي إذا ظـــمـــئ الـثــرى فــدمــاؤنـا
فــعــــلتْ فــعـــال الـــودق في أتــــرابــــه

حـــريـــــــة وكـــرامـــــة وعــــــــدالـــــة
أو أن نـُـنـــعـّــم فــــي الـثـــرى بـرحـابــه

الـفــعـــل كــان مـضــارعـــا مـتــواضـعــا
أخــطـــأت يـا مــحــتـــالُ فــي إعـــرابــــه

لــســنـا كــمــصـــرٍ قــلــت مــثــل مـعـمـرٍ
وكــــأن عــقــلـكَ قــــد نــشــا بــسـرابـــه

طــفـــل يــقـّـتــل ثـــم يــقــطــع عـضـــوه
وكـــأنـــك الـشــيـــطــان فــي مـحــرابـــه

حــتـى الـحـمـيـر شكت خسيسا في الورى
لـعـنـــت رجــــالا قــــد بــــدت بـركــابــــه

وطــنٌ لــنـــا لا لـيـــس ضـيـعـة من بـغـى
إنــــا كـمــاءٍ قـــــد بــــدا بــســحــــــابـــه

نــروي الــسـمــالق مـــن دمـــاء أعــــزة
بــلــغــتْ بــلــوغ الــبـــدر فــي أنـسـابـــه

إنــا حـــرائــــر يــا لـعـيــن فــلـــن تـــرى
إلا أســــــــودا تـــرتــــقــــي بــجــنــابـــه

واعـلـــم بـــأن الـلــيــث لا يخـشـى الردى
والـمـوت طــعـــم الـمـــوت فــي أنـيـابـــه

(1) السِرحان / إسم من أسماء الذئب.