[ناجي أبوشعيب]

الشّعب العربي يريد إسقاط الشّعب العربي ؟!

إلى متى هذه الفوضى العارمة في بلداننا العربيّة ؟! أحقّا الشّعب العربي لا علاقة بينه وبين الدّيمقراطيّة ؟؟؟
وأنّ هذا الشّعب خُلق ليُسْتعبد و يُحْكَـم بالحديد والنّار ؟؟ وأنّ هذا الشّعب منذُ الإستعمار وبعده في الإستقلال سُـيّربالسّوط ...
ورغم أنّه كان لا يُحرّك ساكنا لأيّ أمر و لـو عَظـُمَ ... لكن كانت الأمور أحسن من حالنا هذه !!
هل حقّا الشّعب العـربي عبد ولا يصحّ فيه إلاّ قول الشّاعـرأبو الطيّب المتنبي :
لا تشـتَـرِ الـعَـبـد إلا والـعَـصَـا مـعــه *** إِن الـعَـبِـيــدَ لأنـــجـــاسٌ مَـنـاكــيــد
نحنُ حسبنا أنّنا بعد طرد المستعمر الغاشم و الحاكم الظّالم
سنعيش حياة رخاء و أمن وطمأنينة و سكينة ؟!
وفرحنا باستقلالنا وكبّرنا بحكّامنا إلى أن أوصلناهم إلى رتبة ملوك و زعماء و أرباب من دون اللّه ...
لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه
هل نسبّ عهد حسني مبارك وهواري بومدين وصدّام حسين وحافظ الأسد وعلي عبد الله وزين العابدين والحبيب بورقيبة والقذافي رحمة الله عليهم جميعا و غفر لهم ذنوبهم و تجاوز خطاياهم ؟؟؟!!!
هل نقف و نبكي من ذكرى الدّيكتاتوريّة والعبودية بين الدّهول فحومل ؟؟!!!
أين كان هذا الشّعب العظيم الشّجاع المقدام الّذي ينادي كلّ لحظة بإسقاط النّظام
أين كانوا في عهد هؤلاء ؟! لماذا كثر الكلام و عمّ الظّلام ؟!
غريب والله غريب و عجيب أمر هؤلاء البشر ؟!
وإذا لم يعجبه وجه الحاكم ينادي بإسقاطه ؟؟
ولو كان فيه الخير المرجوّ ؟!
مات من مات و قتل من قتل وعزل من عزل وهجّر من هجّر ...
هل استفدنا شيئا ؟؟ ألم نخسر الكثير ؟؟
أنظروا كم عدد الطّوائف بعدهم ما أنزل الله بها من سُلطان ؟؟؟!!
لم نكن نسمع بها حتّى ؟؟؟ عمّت التّفرقة و توزّعت ريحنا و ذهبت مع هبوب الثّورات الرّبيعيّة
كم كنّا نفرح ونهلّل و نكبّر كلّما استقلّت دولة عربية يحكمها عربي مسلم لا أعجميّ كافر
كم كنتُ أردّد هذه الأبيات لشاعرنا المتنبّي لما فيها من تحفيز و ..

وَ إنّما النّاس بالملوكِ وما *** تفلحُ عُربٌ ملوكُها عَجَمُ
لا أدبَ عِـنْـدَهُمُ وَلا حَسَبٌ *** ولا عُهُودٌ لهم و لا ذِمَم
لِـكُـلِّ أرْضٍ وطـئـتُـهَـا أُمَـمٌ *** تُــرْعَى بِعَـبْـدٍ كأنَّها غَـنَـم

هل نحنُ أهل للديمقراطيّة ؟!
كلّنا ننادي بتطبيق القانون واحترامه كلّنا ننشد الديمقراطية و ...
لكن من منّا إذا وصل احترم حريّة التّعبير والرّاي المخالف ؟؟ و يتناوب على السّلطة ؟؟
أنظروا إلى الدّول المتقدّمة الّتي تحترم نفسَا و شعبها ..
وانظروا إلى شعبها الّذي يحترم نفسه ويحترمها
كم عدد الأحزاب فيها ؟؟؟
ديمقراطي / جمهوري ...
اشتراكي / ليبيرالي ؟؟
لا أكثر من 2 أو 3 أحزاب على الأكثر
و نحن ؟ كم عدد الأحزاب عندنا ؟؟؟
لا أقلّ من عشرين حزبا !!!
و هناك بلدان عربية وصل عدد الأحزاب فيها إلى أكثر من مائة حزب ؟؟!!
ولا حزب واحد من هذه الأحزاب يصلح !
الكّل يفكّر في نفسه وشخصه المحسوبية طغت على حياتهم جميعا .... هلكتهم وهلكتنا !!
بصراحة لا أظنّ أنّنا أهل للديمقراطيّة و أقول بيقين ..
لأنّنا بكلّ بساطة لا نزال بعيدين كلّ البُعد عن مفهومها و مغازيها ...
رحم اللّه زعماءنا الّذين استطاعوا قيادة شعوبهم و لو بالقوّة لكنّهم بنوا و شيّدوا و فعلوا الكثير والكثير ..
ولكن وللأسف ما بني في سنوات يُهَدَّم كلّ يوم في بضع دقائق ...
أنا أرى أنّ الدّيمقراطيّة لا تلائمنا ولن تناسبنا أبدا ,لأنّنا شعب لا نفقه إلاّ لغة القوّة

هرمنا هرمنا هرمنا



ناجي بن مسعود أبوشعيب
26/11/2012