[ابو فداء]

شبيه أبوعمار في غزة





علام السرساوي مواطن من غزة يبلغ من العمر 35 عام حاصل على شهادة التمثيل والاخراج من جمهورية مصر العربية.. فنان كوميدي فلسطيني يعرفه الجميع بروح الدعابه والفكاهة وخفة الظل ،يتقمص الشخصيات السياسية والفنية المشهورة، انعم الله عليه بملكة تقليد الاصوات و"الري اكشن" تقمص الحركات.

علام مثل فلسطين في العديد من المهرجانات وحصد عددا من الجوائز الدولية مثل جائزة مهرجان القاهرة الدولي عن قصة "هجرة دبدوب" التي تحدث فيها عن النكبة الفلسطينية وفاز بشهادة تقدير من مهرجان قرطاج عن افضل عمل اذاعي فلسطيني في عمل اسمه "احلام تحت الركام" ويتكلم عن اكتظاظ الفصل الواحد بعدد كبير من الطلاب .

كانت بدايته خلال السنوات الاولى للانتفاضة الفلسطنية عام 1992في المدرسة حيث انضم لفريق العمل المسرحي وبدأ يمارس هوايته ثم انضم لفرقة " اضواء المدينة" بقيادة الفنان سامي ستوم .

ومن هناك بدأ علام رحلة عمله كفنان فلسطيني ..وكانت بداية الحكاية التي رواها في هذا اللقاء الخاص بـ دنيا الوطن..

حدثنا عن كيفية اكتشافك لموهبة تقليد الاصوات التي تميزت بها ؟

اولا انا كنت اجيد تقليد الاصوات ولكن ليس امام الناس فكنت امارس هذه الهواية مع نفسي ولكن في بداية عام 1994 كانت بداية الحفلات الفلسطينية التي يظهر فيها مطرب يغني على المسرح، وكانت هناك حفلة لأحد جيراننا والذين كانوا يعلمون ان علام موهوب في التمثيل فقط واصروا وقتها على أن أودي فقرة تمثيلية اثناء الحفل، ولكني صممت علي عدم التمثيل لاني بحاجة لفريق لاحاوره في سياق قصة معينة ولكن الإلحاح الشديد دفع البعض الى حملي و وضعي علي المنصه وقدموني للناس "الان مع الفنان علام السرساوي "! ، فكانت صدمة لي ان أقف لأول مره امام جمهور وخفت من عدم تقبلهم للفكرة فقلت لهم "يا اخوان انا اجيد تقليد الاصوات ولكن لا اعلم ان كان يعجبكم ذلك او بإمكانكم تقبل الامر"، وبدأت وكانت المفاجئة مع نهاية تقليدي لأول شخصية لم يتمالك الجمهور نفسه من الضحك و اعجبتهم الفقرة كثيرا ومن هنا كانت البداية وبدأت أعمل على تطوير العمل مع العلم ،وكان العمل حينها يقتصر علي الشخصيات الفنية المصرية ولم اكن قد بدأت بتقليد الشخصيات السياسية بعد.

اذن متى كانت بدايتك في تقليد الشخصيات السياسية ومع من كانت البداية ؟
كانت البداية بعد اتقاني لكل الاصوات وكانت الانطلاقة للجمهور بأكلمه في القطاع في مكتب الشبيبة الفتحاوية انذاك عندما كانت بقيادة عبد الحكيم عوض فكان في مكتب الشبيبة هناك اقتراح لعمل فني سيكون في القريب ،واقترحت ان اقوم بتقليد الشخصيات السياسية وكان اول شخصية الرئيس الراحل ياسر عرفات وأعجب الجمهور حينها وصفقوا لي كثيرا، وبعد مدة قصيرة كانت هناك فعالية اخرى وكان لي دور في ذلك العمل والذي كان اسمه "بوحدتنا نكون رجال" فقلدت شخصية الرئيس ياسر عرفات وكان الدور يتحدث عن المفاوضات وشجاعة الرئيس في تحدي القرارات الاسرائيلية وقتاله مع بيريز في ذلك الوقت وتعددت الاعمال بعدها ومنها عمل كان اسمه "القمة العربية" وهنا اقترن اسم علام بتقليد الرئيس الراحل ياسر عرفات.

هل وصلت اعمالك للرئيس ياسر عرفات او شاهد أي شيء منها ؟

لم تصل اليه فقط بل شاهد بنفسه عرضا لي وقمت في وقتها بتقليده واتقان كل حركاته وكانت اللحظات التي ارى فيها الرئيس ابو عمار رحمه الله لأول مرة وبعد هذا العمل عبر الرئيس عن فخره بي بأني موهبة قوية لاني اتقنت دوره بكل ما حملت الكلمة من معنى وقال لي أن أطلب أي شيء في وقتها.

كيف تصف شعورك حين ذلك ؟

كنت في قمة السعادة وقتها والرئيس ابو عمار اب لكل الفلسطينيين وكان الجميع يتمنى لقاؤه حتي معارضيه سياسيا كانوا يفتخرون بلقائه وبالتقاط صور تذكارية معه .

هل تعرضت لمواقف طريفة خلال تقليدك لشخصية الرئيس ياسر عرفات رحمه الله ؟
في حفل اقيم لتجمع اسر شهداء فلسطين في مركز رشاد الشوا الثقافي كنت قد اخترت لامثل دور الرئيس وكانوا في بداية الحفل اعلنوا عن مفاجئة ستحدث في الحفل وكان من بين المتواجدين صف من القيادة الفلسطينية فعند ظهوري والتحدث مع الجمهور بشخصية الرئيس وانتهائي من العمل وقفت الشخصيات القيادية الفلسطينية وصفقت لي فنزلت عن المسرح وصافحتهم، وكان ذلك في بداية حصار الرئيس ،وعند وقوف القيادة لمصافحتي اعتقد الجميع ان المفاجأة هي حضور الرئيس بشكل مفاجئ الى غزة واني فعلا الرئيس فاصبح الناس يقفزون من فوق الكراسي لمصافحتي لاعتقادهم بأني فعلا الرئيس..هذه كانت من طرائف العمل وخصوصا بعد اضافتي للدور دور الحراس الشخصيين وجمعهم حولي .
وكان هناك موقف اكثر طرافة وكان مؤثرا في نفس الوقت بعد وفاة الرئيس بفترة قصيرة كان هناك حفل اؤدي دور الرئيس الراحل وبعد انتهائي من العرض فوجئت بأحد الشبان يجري نحوي مسرعا واحتضني وقال لي "والله بحبك الله يرحمك يا ابو عمار اشتقتلك" فتأثرت كثيرا بالموقف وضحكت بنفس الوقت.. مواقف كثيرة مررت بها ولا استطيع حصرها.

سياسيون أطلقوا عليك لقب "الرئيس الصغير"..هل تعرضت لمحاولات للتضييق عليك او على عملك ؟
تعرضت للمضايقات من البعض الذين يقولون انهم سياسيون ولا يفقهون في السياسة والفن ،هؤلاء اعتقدوا ان تقليد بعض الشخصيات يعني السخرية منها ، انا امارس عملي وامتهنه و فني رسالة وليس لغرض الضحك فقط .

هل لك رسالة توجهها لسياسيين سواء في الضفة او غزة؟

نعم رسالتي بكل تاكيد اننا بحاجة للوحدة الفلسطينية فانا اجسد شخصية ابو عمار لاذكر من تناسى الوحدة بأن وحدتنا هي الطريق الى التحرير ،فهناك الكثير من الشباب والفتيات مستقبلهم ما بين القبول بتطيبق المصالحة او رفضها فهم يعتبرونها اخر ما تبقى لهم في ظل الوضع الاقتصادي السيء بسبب الحصار الموجود والمفروض علي شعبنا وانهي حديثي بشيء للسياسيين في شطري الوطن بمقولة الرئيس ياسر عرفات :"اصحوا اصحوا اصحوا".