[جمال جرار]

الرياض ودمشق: قمة ليبيا مطالبة بمواقف قوية لدعم القدس

الأسد والفيصل أكدا على ضرورة خروجها بقرارات تعزز التضامن العربي

شدد الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الإثنين على ضرورة أن تخرج القمة العربية المقبلة بمواقف "قوية" حيال التطورات الأخيرة في مدينة القدس المحتلة، وأكدا على أهمية خروجها بقرارات تعزز التضامن العربي والعمل العربي المشترك. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا أن الأسد استقبل سعود الفيصل في دمشق وبحث معه "الوضع العربي الراهن وأهمية خروج القمة العربية التي ستعقد في 27 و28 مارس الجاري في مدينة سرت الليبية بقرارات تعزز التضامن والعمل العربي المشترك وبمواقف عربية قوية تجاه قضايا العرب الجوهرية ومستجداتها وعلى رأسها ما يجري حاليا في القدس المحتلة".

وعرض الجانبان أيضا مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني"، مشددين على "أهمية تنسيق الجهود العربية لفضح هذه الممارسات التي تؤكد عدم رغبة إسرائيل بالسلام أمام الرأي العالمي ووضع حد لها".

وذكرت الوكالة السورية أن اللقاء بين الأسد والفيصل تناول أيضا "علاقات الأخوة بين البلدين والمستوى المتقدم الذي وصلت إليه علاقات التعاون بين الجانبين وسبل الارتقاء بها في جميع المجالات".
وبعيد زيارته إلى دمشق توجه وزير الخارجية السعودي إلى القاهرة في زيارة مفاجئة. وقالت مصادر دبلوماسية إن الفيصل بحث في القاهرة التحضيرات للقمة العربية المقبلة المقررة في مدينة سرت الليبية وتنقية الأجواء العربية.

الوضع بالقدس يتصدر الاجتماعات التحضيرية

وتصدر موضوع الإستيطان والاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في القدس المحتلة الجلسة الأولى لاجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي على مستوى كبار المسؤولين والتي انطلقت أعماله الإثنين بقصر المؤتمرات بمدينة سرت في إطار التحضير للقمة العربية العادية الثانية والعشرين.

ويهدف الاجتماع للتحضير للملف الاقتصادي والاجتماعي للقمة العربية ويرفع مشاريع القرارات التي سيضعها إلى اجتماع المجلس على المستوى الوزاري والمقرر الأربعاء.

وطالب رئيس وفد فلسطين لاجتماع المجلس وكيل وزارة الاقتصاد عبد الحفيظ نوفل، بتقديم دعم أكبر لمدينة القدس المحتلة. وتقدم نوفل بطلب مع بدء اجتماع المجلس يدعو إلى زيادة الدعم المادي المخصص لمدينة القدس المحتلة ضمن صندوقي الأقصى والقدس من 150 مليون دولار إلى 500 مليون دولار.
وقال نوفل في مداخلة له خلال الاجتماع: "نعاني محنة حقيقة هذه الأيام، فالقدس المحتلة تتعرض لحملة سريعة ومتسارعة عنوانها التهويد وتزوير الهوية والاعتداء على المقدسات".

وتحدث المسؤول الفلسطيني بالتفصيل عن طبيعة الانتهاكات الدينية في فلسطين وتحديدا في القدس المحتلة، مشيرا إلى قيام اليهود ببناء وافتتاح "كنيس الخراب" على مسافة قريبة جدا من مبنى الحرم القدسي.
وأضاف: "في ضوء ما يجري على الأرض، نطالب بإدراج ثلاثة مسائل متعلقة بفلسطين على جدول الأعمال وهي: دعم صمود القدس المحتلة ووقف تهويدها وزيادة المخصصات المالية المقدمة للمدينة إلى نصف مليار دولار من خلال صندوقي الأقصى والقدس، وكذلك دعم موازنة السلطة الوطنية، وأخيرا إدراج مجموعة من المشاريع الصغيرة والمتوسطة في فلسطين، والمساهمة في إنجاح مؤتمر الاستثمار المقرر في الضفة الغربية بشهر يونيو المقبل.

بنود وملفات عالقة

في هذه الأثناء أعلنت مصادر دبلوماسية عربية في مدينة سرت الليبية أن دولة الإمارات العربية المتحدة طالبت القمة العربية بإدراج بند يختص "بالإرهاب الدولي" وسبل مكافحته ليخضع للمناقشة ضمن جدول أعمال مجلس الجامعة العربية، على مستوى القمة.

وأشارت المصادر إلى أن سوريا طالبت أيضا بإدراج أربعة بنود تتعلق باحتلال إسرائيل للجولان السوري ورفع العقوبات الأمريكية أحادية الجانب المفروضة عليها، بجانب الحظر الأمريكي المفروض على سوريا والسودان بخصوص شراء أو استئجار طائرات وقطع غيارها.

وأشارت المصادر إلى أن البرلمان العربي الانتقالي طلب أيضا إدراج النظام الأساسي للبرلمان العربى الدائم للتصديق عليه من قبل القمة في دورتها الثانية والعشرين المقرر انعقادها فى سرت فى السابع والعشرين من الشهر الجاري .

كما طالب عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية ، بإدراج بند مبادرة السلام العربية ضمن موضوع القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته الخاصة بوضع خطة تحرك عربي لإنقاذ القدس ودعم موازنة السلطة الفلسطينية والتضامن مع لبنان.

وتتصدر تطورات الوضع في العراق بنود جدول الأعمال، كما يناقش القادة والملوك والرؤساء العرب بنودا دائمة تختص باحتلال "إيران لجزر الإمارات الثلاث" ومعالجة الأضرار والإجراءات المترتبة حول النزاع حول قضية لوكيربى .

وأوضحت المصادر أن من ضمن الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال التطورات الخاصة بمذكرة الاعتقال الصادرة بحق الرئيس السوداني عمرالبشير من المحكمة الجنائية الدولية ودعم السلام في السودان ودعم جمهورية الصومال وجزر القمر المتحدة، وكذلك بحث الوضع المتوتر على الحدود بين جيبوتي واريتريا.

ويتضمن جدول الأعمال أيضا بلورة موقف عربي موحد باتجاه اتخاذ خطوات عملية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وتنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية و الجديدة والمتجددة والبديلة.

كما يناقش القادة بندا يتعلق بعقد قمة عربية ثقافية، إلى جانب التغير المناخي والتعاون العربي مع التجمعات الأفريقية والاوروبية والتركية والروسية والآسيوية ودول أمريكا الجنوبية والشراكة المتوسطية الأوربية .

لبنان يتسلم دعوة للمشاركة

وتلقى لبنان دعوة رسمية للمشاركة في أعمال القمة العربية عبر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة بحسب ما أفاد مصدر في وزارة الخارجية وكالة فرانس برس الإثنين، بدون أن يتضح بعد ما إذا كان لبنان سيشارك او على أي مستوى. وقال المصدر في الخارجية أن مندوب لبنان لدى الجامعة العربية خالد زيادة تسلم الدعوة في الأمانة العامة للجامعة بعدما أبلغه الأمين العام عمرو موسى بها. وقد تلقت وزارة الخارجية نسخة من الدعوة الرسمية.
وكانت وزارة الخارجية أعلنت قبل أسبوع أن لبنان رفض تسلم دعوة من ليبيا التي تستضيف القمة على أراضيها، وصلت الى جهة "غير مخولة من الناحية الإدارية" تسلمها هي السفارة اللبنانية في دمشق. من جهة أخرى، أفاد مصدر وزاري وكالة فرانس برس أن القائم بالأعمال اللبناني لدى ليبيا نزيه عاشور سيحضر اجتماع الجامعة العربية على مستوى كبار الموظفين الذي سيعقد في 24 و25 مارس تمهيدا للقمة.