[عبدالرحمن حموده]

سؤالان طرحهما الرئيس الامريكي اوباما على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، اديا الى ان يفقد الاخير توازنه ويتلعثم عن الاجابة ( السؤال الاول الى اي مدى انت جاهز لتقسيم القدس ؟ والسؤال الثاني ما هو المدى الزمني الذي تريد ان تنجز من خلاله عملية الصلح مع الفلسطينيين ؟ ) نتنياهو لم يتمكن من الاجابة على السؤالين وتداعى لاجتماع سريع في السفارة الاسرائيلية بواشنطن للتشاور ثم قرر العودة فورا للاجتماع مع 7 من اهم وزرائه قبل ان يعطي الاجابة.

وبعيدا عن التفاصيل فان نتنياهو اذا رفض عرض اوباما سوف يعرض اسرائيل الى سلسلة عقوبات دولية غير مسبوقة من جانب الرباعية والعالم... وفي حال وافق تسقط حكومته... لكن زعيمة المعارضة تسيفي ليفني ( يبدو بتنسيق مع الامريكان ) اعلنت فورا انها جاهزة لدخول حكومة نتنياهو ومنع سقوطها اذا ما وافق نتانياهو على العودة لعملية السلام !!.

وقد اعرب عدد من المسؤولين الاسرائيليين عن صدمتهم من الطريقة الخشنة والفظة التي تعامل بها الرئيس الامريكي اوباما مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ، ونقلت بعض التقارير الصادرة صباح اليوم في اسرائيل ما وصفته بمرارة الروح التي اصابت بعض المرافقين من طريقة تعامل اوباما مع نتانياهو لا سيما الازدراء الاعلامي لزيارته في البيت الابيض.

وقد غادر نتنياهو واشنطن صباح اليوم عائدا الى تل ابيب دون أن يتمكن الجانبان الاسرائيلي والاميركي من التوصل الى تفاهمات حول مختلف القضايا السياسية الرئيسية وفي مقدمتها الاستيطان في القدس.

وكان مستشارو نتانياهو واوباما قد اجروا الليلة الماضية اتصالات حثيثة في مسعى للتوصل الى تفاهمات وصياغة بيان مشترك يمهد الطريق لاطلاق المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين.

وكان المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشيل وصل الى مقر اقامة نتنياهو في واشنطن لبحث هذا الموضوع معه غير ان جميع هذه الجهود باءت بالفشل.

وقال ميتشيل انه ينوي العودة الى المنطقة قريبا وربما بعد عيد الفصح لدى الشعب اليهودي لمواصلة مساعيه الهادفة الى اطلاق المفاوضات الاسرائيليةـ الفلسطينية.

ومن المقرر ان يطلع الجانب الامريكي القيادة الفلسطينية اليوم على نتائج المباحثات مع نتنياهو وذلك تمهيدا لاجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية الذي سيعقد في ليبيا غدا بحضور الرئيس محمود عباس.

هذا وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الناطقة باللغة العبرية صباح اليوم الخميس، عن المطالب التي حددها الرئيس الامريكي باراك أوباما لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ونسبت الصحيفة الى "جهات على اطلاع بالمشاورات" التي اجراها نتنياهو مع مساعديه في واشنطن، قولها ان اوباما حدد لنتنياهو 13 مطلبا يتوقع ان يردّ عليها نتنياهو بالإيجاب حتى عودته الى اسرائيل اليوم، ويهدف اوباما من وراء هذه المطالب اتخاذ خطوات لبناء الثقة تجاه الجانب الفلسطيني تسهم في جلبه الى طاولة المفاوضات وإقناعه بأن امريكا هي وسيط نزيه.

ومن بين مطالب اوباما من نتنياهو، بحسب "يديعوت"، التعهد بأن يستمر تجميد البناء في المستوطنات ما بعد فترة الاشهر العشرة التي حددتها الحكومة الاسرائيلية أي - حتى بعد موعد الـ 26 من ايلول سبتمبر القادم، كما يتوقع اوباما بأن تضمن الاجهزة التي اقامها نتنياهو للاشراف على لجم البناء في مدينة القدس، بعدم البناء في الاحياء الفلسطينية في شرقي المدينة.

اما المطلب او "التوقع" الامريكي الثاني من قبل اوباما فهو، ان تنقل اسرائيل الى مسؤولية السلطة الفلسطينية الكاملة جميع المناطق في الضفة الغربية التي كانت تخضع لسيطرة الفلسطينيين حتى ايلول سبتمبر عام 2000 والتي استولت عليها اسرائيل خلال الانتفاضة الثانية.

وافادت الصحيفة ان باقي المطالب الامريكية من نتنياهو تتعلق باتخاذ سلسلة بوادر حسن النية تجاه ابو مازن بينها الافراج عن مئات وحتى 1000 من السجناء الأمنيين، معتبرة بأن هذه البوادر ستكون أحادية الجانب بمعنى انه يتوقع من اسرائيل تنفيذ هذه البوادر دون تلقي اي بادرة حسن النية من الطرف الفلسطيني.

وتضيف الصحيفة انه بعد ذلك ستأتي "واسطة العقد" من ناحية اوباما اي الشروع بالمفاوضات حول الوضع الدائم والتي سيتم انجازها في غضون عامين من موعد بدئها.