[عبدالرحمن حموده]

تحولت الجلسة التي خصصتها سلطات الاحتلال لمحاكمة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي في سجن عوفر العسكري، صباح اليوم، ساحة مواجهة سياسية واعلامية بين القيادة الفلسطينية وحكومة الاحتلال، وسط التأكيد على مواصلة خيار المقاومة الشعبية السلمية الذي اعلنت عنه قيادة حركة فتح ويحظى بدعم رسمي من القيادة الفسطينية.

وفي الوقت الذي اعلن فيه زكي رفضه المثول أمام المحكمة العسكرية، كانت المواجهات تشتد خارج اطار السجن العسكري في اعقاب حرص القوى الفلسطينية على تنظيم اعتصام جماهيري امام السجن تضامنا مع زكي وبقية المعتقلين الذين اعتقلوا برفقته في بيت لحم من قبل قوات الاحتلال.

ولم ينجو القضاة العسكريين الذي حضروا جلسة المحكمة وجنود الاحتلال من شم رائحة الغاز المسيل للدموع الذي اطلقته قوات الاحتلال باتجاه المواطنين والمتضامنين الدوليين الذين تجمهروا امام السجن ورفعوا الاعلام الفلسطينية ورايات حركة فتح، الامر الذي يؤشر على اصرار حركة فتح على توسيع نطاق المقاومة الشعبية السلمية حتى امام جلسات المحاكم التي تخصصها سلطات الاحتلال لقادة العمل الشعبي المقاوم والذي يعتبر زكي من ابرزهم بعد اعتقاله من قبل تلك القوات في احدى المسيرات الشعبية في بيت لحم نهاية الاسبوع الماضي.

"كلنا عباس زكي"، هذه عبارة كتبت على احدى اللافتات التي رفعها المتظاهرون امام سجن عوفر المقام على اراضي بلدة بيتونيا غرب رام الله، في اشارة الى توسيع خيار المقاومة الشعبية الذي بدأ يحظى بدعم شعبي واسع، الامر الذي دفع جنود الاحتلال الى اطلاق كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين في التظاهرة ما ادى حسب مصادر طبية فلسطينية الى وقوع العشرات من حالات الاختناق والعديد من الاصابات بالرصاص المطاطي.

وحرصت قيادات من القوى الوطنية على المشاركة في هذه التظاهرة وسط التأكيد على اهمية دعم الخيار الشعبي في انتهاج المقاومة السلمية، والاستنكار لهذه المحاكمات التي تنفذها سلطات الاحتلال بحق قادة العمل الشعبي المقاوم.

واكد عضو اللجنة التنفيذية لـ (م،ت،ف)، عبد الرحيم ملوح، على اهمية مواصلة المقاومة الشعبية رغم كل المحاولات الاسرائيلية الرامية الى قمعها والحد من انتشارها من خلال تنظيم مثل هذه المحاكم الصورية والتي تخالف القوانين والمواثيق والاعراف الدولية.

ورأى ان اقامة مثل هذه المحاكم يمثل تعبيرا عن افلاس الاحتلال الذي عليه الرحيل عن ارضنا "، معبرا عن تضامنه مع كافة الاسرى والمعتقلين بما فيهم الاسير عباس زكي.

واتهم وزير شؤون الاسرى والمحررين ، عيسى قراقع سلطات الاحتلال بفبركة هذه المحاكم من اجل خدمة اهدافها في تقويض المقاومة الشعبية التي تزداد وتتسع وتزيد من ارباك الاحتلال ومؤسساته السياسية والعسكرية والامنية، مؤكدا رفضه بالاعتراف بشرعية هذه المحاكم التي تسعى لتكريس الاحتلال واضفاء الصفة القانونية عليها.

وقال "اعتقال عباس زكي هو اعتقال تعسفي وغير قانوني وهو غير غريب على الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف مختلف أبناء الشعب الفلسطيني"، مشددا على ان الشعب الفلسطيني سيواصل عمله من أجل دحر الاحتلال وسيواصل مقاومته الشعبية للاحتلال المخالف للقانون الدولي، ولعمليات الاعتقال المخالفة للقانون الدولي ولمختلف الشرائع الدولية

ومن جانبه اكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ،جبريل الرجوب، إن اعتقال عباس زكي يؤشر الى أن حركة فتح سوف تبقى في مقدمة الشعب الفلسطيني وفي قيادة نضاله المتواصل حتى التحرر من الاحتلال

وقال "أن حركة فتح بنضالها ضد الاحتلال تعبر عن ما يسعى إليه شعبنا، وستواصل السير في هذا النهج، لان المقاومة الشعبية وتطويرها هي مصلحة للشعب الفلسطيني ما تواصل الاحتلال والعدوان الإسرائيلي".

واشار الرجوب الى سبعة آلاف أسير يقبعون في سجون الاحتلال بينهم قياديين من مختلف الفصائل الفلسطينية، فمنهم أعضاء من المجلس الثوري وكافة القوى والفصائل، وقال "سيظل الفتحاويون بمختلف أطرهم في مقدمة الصفوف".

وطالب الرجوب في تصريحات صحافية كافة قوى السلام في إسرائيل وقوى التضامن العالمي لدعم هذا الشكل من العمل النضالي الذي بات مصلحة وطنية فلسطينية من الدرجة الأولى لدى أبناء شعبنا، معتبرا ما قام به عباس زكي إنما يؤكد أن القيادات الفلسطينية وعلى رأسها الفتحاوية سوف تتقدم الصفوف كما كانت دائما.

ومن المتوقع ان تشهد جلسة المحكمة التي اؤجلت الى يوم غد الخميس، اعتصامات مشابهة لما جرى اليوم امام سجن عوفر، الامر الذي اعتبروه مراقبون ومحللون بانه يمثل ملاحقة العمل الشعبي السلمي المقاوم للاحتلال في الميدان وامام سجونه ومعتقلاته

هذا وأرجأت محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية محاكمة زكي، ليوم غد الخميس، بعد رفضه المثول أمامها اليوم، إلا بحضور العشرة الذين اعتقلوا معه الأحد الماضي شمال بيت لحم.

وقال ماهر النموره المقرب من القيادي زكي، في اتصال هاتفي مع مراسلنا من أمام سجن عوفر غرب رام الله "رفض ابو مشعل حضور المحكمة دون اخوته الذين تم اعتقالهم معهم.

وأضاف " اخبر زكي الاحتلال الاسرائيلي بأنه جزء من الشعب الفلسطيني، وباعتقالي زاد عدد المعتقلين الفلسطينيين، وأنا داخل السجن أعيش بين أبناء شعبي كما كنت اعيش بينهم خارج اسوار سجنكم."

وأوضح النموره، بانه عقب إعلان رفض زكي المثول أمام المحكمة، اندلعت مواجهات بين المعتصمين والقوات الإسرائيلية أمام سجن عوفر استخدمت قوات الاحتلال خلالها قنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص المعدني، ما أدى إلى اصابة العشرات من المعتصمين بالاختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع.

فيما ذكر شهود عيان بان خمسة جنود اسرائيليين اصيبوا جراء تعرضهم للرشق بالحجارة.

وتتهم سلطات الاحتلال، زكي بثلاث تهم هي التحريض والمشاركة في مظاهرة غير قانونية، ودخول منطقة عسكرية مغلقة بدون إذن.