[أم يــــافا]

بعد أن كانت "عضواً دائماً" في نادي المنتخبات المئة الأوائل في التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola، تأمل فنلندا أن يساعدها هذا الثبات في الوصول إلى نهائيات إحدى البطولات الكبرى.
من البديهي أن فنلندا لم تكن راضية عما حصل في يوليو/تموز 2011 حين صنفت في المركز الأخير ضمن مجموعتها الثامنة في التصفيات المؤهلة إلى البرازيل 2014. فقد وقعت فنلندا في المجموعة الوحيدة المكونة من خمسة منتخبات إلى جانب أسبانيا بطلة العالم والعملاق الأوروبي فرنسا، إضافة إلى جورجيا وبيلاروسيا على التوالي.
لكن الفنلنديين إرتقوا لمستوى التحدي وتمكنوا من إنهاء التصفيات في المركز الثالث أمام منافستيها القادمتين من أوروبا الشرقية. ونجحت فنلندا خلال هذا المشوار في تحقيق إنتصارين والتعادل ثلاث مرات من أصل المباريات الثماني التي خاضتها، ما سمح لها في الإرتقاء من المركز 75 في التصنيف إلى المركز 66 حالياً.
ويجب على رجال الصحافة المحبين لكرة القدم والحمهور على حد سواء أن لا يتفاجأوا كثيراً بالأداء الذي قدمته فنلندا في التصفيات. ففي التصفيات المؤهلة لجنوب أفريقيا 2010، فاز الإسكندنافيون بنصف مبارياتهم ضمن مجموعة صعبة أنهوها خلف ألمانيا وروسيا.
وقد نجحوا في تكرار ذلك هذه المرة أيضاً، وذلك رغم إكتفائهم بتسجيل 5 أهداف فقط في مبارياتهم الثماني. لكن منتخب "هوهكاجاي"، أي النسر البوم، خرج بنتيجة جيدة في كل من المباريات التي وصل فيها الى الشباك. فالهدف الذي سجله كاسبر هامالاينن منحهم نقطة ضد جورجيا رغم إضطرارهم لإكمال اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد أليكسي إيريمنكو.
ثم توجوا جهودهم بتعادل بطعم الإنتصار بنتيجة 1-1 ضد اسبانيا في خيخون. وكان سيرخيو راموس قد وضع "لا فوريا روخا" في المقدمة بعد أربع دقائق على إنطلاق الشوط الثاني، لكن مهاجم سلتيك تيمو بوكي نجح بعد 30 دقيقة في إدراك التعادل، مانحاً فريقه نقطة غالية أمام أبطال العالم وأوروبا.
ونجحت فنلندا في إقتناص 4 نقاط من بيلاروسيا في يونيو/حزيران 2013 بالفوز عليها 1-0 في أرضها ثم بالتعادل معها 1-1 خارج القواعد. لكن هاتين النتيجتين لم تكن قيمتهما 4 نقاط وحسب بل حصلت فنلندا على 19 نقطة في التصنيف العالمي، وهي أفضل نتيجة لها في تاريخ التصنيف الذي بدأ قبل 20 عاماً. وتواصل مسلسل نتائجها الجيدة خارج ملعبها في سبتمبر/أيلول عندما تمكنت بفضل ركلة جزاء لإيريمنكو من العودة من جورجيا بكامل النقاط الثلاث.
وهناك رجل يقف خلف إنجاز المركز الثالث في التصفيات المؤهلة إلى البرازيل 2014، وهو مهاجم داندي يونايتد وبولتون واندررز وهيبيرنيان السابق ميكسو باتيلاينن الذي استلم هذا المنصب في أبريل/نيسان 2011.
وفي مقابلة أجراها مؤخراً مع قال باتيلاينن: "من المؤكد أن الكرة الفنلندية حققت تطوراً. نحن أفضل بكثير مما كنا عليه قبل 10 أعوام. نحن نملك فرصة جيدة لكي نكون منتخباً منافساً في غضون عامين أو ثلاثة."
وتابع "كنا نملك بعض النجوم العالميين الذين مثلوا فنلندا، لكن هؤلاء جمعيهم تقاعدوا. نحتاج إلى التركيز على اللاعبين الشبان الذين يشقون طريقهم، ونملك بعض الشبان الممتازين. الأمر الوحيد الذين يقتقدون اليه هو الخبرة التي يحتاجها المرء لكي يحقق النجاح على الصعيد العالمي، وكما أردد دائماً، هذا ما نعتزم أن نمنحهم إياه."
وواصل "نحن نحب كرة القدم في فنلندا، ولطالما حلمنا في الوصول لإحدى النهائيات وكنا قريبين في السابق، وبالتالي نأمل أن لا يكون اليوم الذي سننجح فيه بتحقيق هذا الأمر بعيداً كثيراً."
وتحتل فنلندا حالياً المركز 33 من بين المنتخبات الأوروبية الـ53، أمام منتخبات مثل جمهورية إيرلندا وبلغاريا وبولندا، وباتيلاينن يقارب قرعة تصفيات كأس الأمم الأوروبية التي تقام في نيس يوم الأحد الواقع في 23 فبراير، بثقة كبيرة.
وسيتأهل 24 منتخباً الى النهائيات القارية، ما يمنح فنلندا أكثر من فرصة للقتال من أجل تحقيق حلم التأهل الى إحدى البطولات الكروية الكبرى.