[الغضنفر]

لا قطع للعلاقات .. ولا سفير للمعارضة السورية

لم يكن قرار الحكومة الطلب من السفير السوري في الاردن بهجت سليمان مغادرة أراضي المملكة مفاجئا للمراقبين،بل جاء بعد صبر طويل وتحمل أبدته الحكومة في التعاطي مع سليمان خلال السنوات الماضية، الا أنه لم يفهم تلك الاشارات السياسية، والتوقف عند حد الاعراف الدبلوماسية التي تمليه عليه .

وجاء قرار طرد سليمان، نتيجة تصرفاته غير اللائقة على الساحة الاردنية وتصريحاته اللاذعة على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ومهاجمة نواب وشخصيات أردنية بطريقة خالفت التقاليد الدبلوماسية، بل تعدى به الامر الى تشكيل لوبي من بعض الاشخاص الذين حسبوا انفسهم على النظام السوري معتقدا انه يستمد منهم القوة، وهو واهم .

ووفق معلومات مؤكدة حصلت عليها السوسنة من مصدر رفيع المستوى، فان قرار الطرد، ينحصر بشخص بهجت سليمان، نتيجة تجاوزاته غير اللائقة، وان الباب ما زال مفتوحا للحكومة السورية بتعيين سفيرا اخر لها في المملكة، ولا ربط بين هذه الحادثة والانتخابات السورية التي ستفتح سفارة دمشق ابوابها لرعايها على الاراضي الاردنية وفقا للاعراف الدبلوماسية .كما انه لا توجد اي علاقة بطرد بهجت سليمان، مع تعيين سفير للمعارضة في الاردن، وما قيل بهذا الصدد يأتي في اطار الاشاعات وان الابواب كما اوردنا اعلاه مفتوحة لدمشق بتعيين سفير اخر لها .

اذن، على دمشق ان تبحث عن شخصية أخرى بديلة عن بهجت سليمان، ليشغل موقع سفيرها في المملكة، وكان الاجدر على وزارة الخارجية السورية التي يقودها الوزير وليد المعلم وهو الدبلوماسي المحنك، ان تتنبه الى تجاوزات بهجت سليمان وان توعز له بالالتزام بالاعراف الدبلوماسية، فقرار طرد سليمان من الاردن، جاء متأخرا جدا، لأن الحكومة الاردنية تحلت بالصبر، وارادت ان لا يفهم قرارها خطأ في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها الشقيقة سوريا، الا ان الكيل قد طفح، ولم يترك سليمان اي مجال للصبر، ولم يلتقط اية اشارة .

فقد مضى سليمان في غيه، وبتصريحاته التي استخدم فيها أقذع انواع العبارات، دون الاكتراث بالدولة الاردنية، التي يقيم فيها، مما اوجد حالة غضب شديد لدى الشارع الاردني في بعض الاحيان بضرورة طرد سليمان، ردا على تصرفاته المشينة، الا ان الدولة الاردنية في كل حادثة كانت تتحلى بالصبر، الذي يبدو ان سليمان فهمه خطأ، وبدأ بالتواصل مع بعض الاشخاص معتقدا ان له انصار في المملكة يشد من أزره ويثبتوه في موقعه رغما عن ارادة الحكومة، وهذا تصرف مشين ايضا من جانب تلك المجموعات الصغيرة، التي دعمت سلوك سليمان ضد الاردن وشخصياته .

وأخيرا، نود التأكيد، ان قرار طرد سليمان، لا يرقى الى مستوى قطع العلاقات الدبلوماسية الاردنية السورية، وان الباب ما زال مفتوحا امام الجارة الشقيقة لتعيين شخصا يتقيد بالاعراف الدبلوماسية ويحترم الدولة التي يقيم بها، فما وقع هو قرار ضد شخص بهجت ليس إلا ...