[جمال جرار]

البرازيل وهولندا.. صراع الجريحين على البرونزية

فان جال وسكولارى

في مباراة الجريحين وتعويض خسارة عدم التواجد في المباراة النهائية، يلتقي منتخب البرازيل صاحب أكبر «فضيحة كروية» في المونديال الحالي مع نظيره الهولندي الذي طعنته ركلات الترجيح أمام منتخب الارجنتين في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث وذلك على ملعب جارينشيا الوطني بمدينة برازيليا في تمام العاشرة بتوقيت القاهرة.
ولا شك أن كلا المنتخبين لم يكن يتمنى أن يكون طرفاً في هذه المباراة بل كانا يتطلعان للمباراة النهائية على ملعب الماراكانا غداً الأحد إلا أن المنتخب الاكثر حزنا وفي نفس الوقت يبدو غير راغب في خوض هذه المباراة هو منتخب السليساو الذي تعرض لإهانة بالغة خلال مباراة السباعية التاريخية أمام ألمانيا فالفريق البرازيلي ومديره الفني لويس فيليبي سكولاري لم يكن يرغب على الاطلاق في مواجهة الجماهير البرازيلية مرة اخرى عقب مباراة المانيا التي ضاع فيها تاريخ البرازيل الكروي بعد تلقي أكبر هزيمة في تاريخ البرازيل الكروي وفي مباراة الدور نصف النهائي في تاريخ المونديال وأكبر خسارة يتلقاها منتخب نظم كاس العالم على ارضه في التاريخ .
ويبدو المدير الفني للبرازيل سكولاري في ورطة حقيقية قبل مواجهة هولندا حيث بات الجميع يخشى فضيحة آخرى للكرة البرازيلية في هذه المباراة امام منتخب اوربي قوي يريد احراز المركز الثالث كما يبدو ان لاعبي البرازيل ليس لديهم الرغبة في خوض مباراة المركز الثالث بعد كارثة ملعب «مينيراو» حيث اكد داني الفيش مدافع منتخب البرازيل ان مباراة المركز الثالث هي مباراة بلا اهمية تذكر بالنسبة له ولزملائه بعد ضياع امل الفوز بالكاس وبالتالي سيجد سكولاري نفسه امام كارثة اشراك لاعبين بدائل في فريق مهلهل مثل منتخب البرازيل في التوقيت الحالي.
سكولاري لن يكون باستطاعته الاعتماد على لاعب مثل بيرنار الذي اختاره ليكون بديلا لنيمار المصاب في مفاجأة كبيرة بعد ان كانت كل الترشيحات تصب لمصلحة ويليان لاعب تشيلسي كما ان الجماهير لن تقبل مشاركة المهاجم فريد الذي مثل خيبة امل البرازيل في وجود مواهب كروية حقيقية بعدما انهالت الجماهير عليه بالسباب بعد مباراة المانيا وربما تمثل عودة تياجو سيلفا الغائب عن مباراة المانيا بسبب الاصابة بعد الامل للمدير الفني للبرازيل في استعادة التوازن الدفاعي.
ويعتمد سكولاري على أوسكار ودافيد لويز وهالك وفريد في محاولة إطفاء غضب جماهيره بالمركز الثالث.
المهمة الثقيلة والسخيفة في مباراة هولندا ظهرت على تصريحات سكولاري قبل مباراة المركز الثالث حيث قال: رسالتي الى الشعب البرازيلي هي التالية: رجاء اعذرونا على هذا الاداء. انا اسف لعدم تمكننا من بلوغ النهائي وسنسعى للفوز في مباراة تحديد المركز الثالث. لا يزال امامنا ما نلعب من اجله.
سكولاري تحدث عن عامل مهم وهو العامل النفسي فقال : عقب مباراة المانيا كان الوضع كارثيا والموقف الان يحتم علينا استعادة الروح المعنوية قبل مباراة هولندا اعلم انها مهمة في منتهي الصعوبة لكن لا بديل امامنا سوى الفوز لتعويض جمهور البرازيل بعض الشىء.
ويبدو ان سكولاري لم يجد لرفع معنويات لاعبي البرازيل سوى اعلان عودة نيمار لمعسكر السليساو قبل مباراة هولندا حيث اعلن الاتحاد البرازيلي ان نيمار سيتواجد في معسكر البرازيل قبل مباراة هولندا رغم اصابته في الظهر.
اما منتخب هولندا والذي خرج للمرة الثانية من الدور نصف النهائي بركلات الترجيح بعد خسارته بنفس الطريقة عام 1998 امام البرازيل فيبدو في حالة أفضل من نظيره البرازيلي فالفريق خرج مرفوع الرأس بعد مباراة انتهت بركلات الترجيح أمام منتخب الأرجنتين القوي تكتيكياً ودفاعياً ونجح الهولنديون في تقديم بطولة كبيرة لم يخسروا فيها اي مباراة حتى الان حيث فازت هولندا بخمس مباريات وتعادلت في مباراة واحدة وهو ربما يعد احد افضل بطولات منتخب هولندا في بطولات كاس العالم حتى الآن.
لويس فان جال أعرب عن آسفه لضياع حلم الوصول للمباراة النهائية مؤكدا ان منتخب هولندا كان يستحق الوصول للمباراة النهائية عن جدارة لكنه سوء الحظ الذي يطارد المنتخب البرتقالي في المونديال منذ عام 1974 مشيراً إلى أن فريقه سيركز خلال مباراة المركز الثالث لإحراز مركز شرفي يعوض اللاعبين بعض الشىء عن الخسارة المريرة امام الارجنتين كما سيكون نهاية طيبة لمشوار طويل في المونديال.
ويعتمد منتخب هولندا على نجومه روبن وفان بيرسي وشنايدر وكاوت لحصد برونزية المونديال.