[روح.,]

بريطانيا تخفي دراسة تدين غزو العراق

كشفت تقارير صحفية بريطانية عن اختفاء ملاحظات بالغة الحساسية لمسئول عسكري بريطاني كبير طُلب منه إجراء دراسة للظروف المحيطة بغزو العراق، مشيرة إلى أن إخفاءها جاء بتعليمات من كبار مسئولي الدفاع في بريطانيا.
ووفق ما نقل موقع "الجزيرة نت" الجمعة عن صحيفة "ذي جارديان" البريطانية، فإن الدراسة فوض بها الجنرال كريس براون في ضوء الأدلة المتزايدة على فشل الإعداد الجيد للغزو وعواقبه.
وجاء القرار بإعداد الدراسة من قبل وزارة الدفاع البريطانية بعد أن عبر قادة سابقون بالفعل عن غضبهم وإحباطهم من تلك الإخفاقات، في شهادة قوية للجنة التحقيق برئاسة جون تشيلكوت.
وكانت الأهداف الرئيسية من التحقيق استخلاص الدروس والعبر مما اعتبرته الحكومة البريطانية عملية غير مقنعة افتقرت إلى القانونية، وأنها كانت كارثة مقارنة بأزمة السويس عام 1956.
انتقادات شديدة
لكن الانتقادات التي تتضمنها تقرير الجنرال براون كانت شديدة، لدرجة أنها كبتت عقب تدخل قائد أركان الدفاع السير جوك ستيرب ومسئولين آخرين اعتبروا الانتقادات في غاية الحرج حتى على مستوى الاطلاع الداخلي في وزارة الدفاع.
وقالت الصحيفة إنه من أسباب قلق رؤساء الدفاع أنه بمجرد تقديم براون الدراسة لتشيلكوت لمساعدته في تحقيقه فلن يكن لديهم سيطرة على محتوياتها.
والجنرال براون كان آخر مندوب عسكري بريطاني كبير في بغداد عام 2009، وعين بعد ذلك رئيسا لفريق دراسة العراق. كما كان مكلفًا في السابق بتخطيط عمليات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كوسوفو، وكان قائدا للقوات البريطانية في أيرلندا الشمالية.
أخطاء قاتلة
ومما جاء في شهادة أحد المسئولين أمام لجنة التحقيق أن الجنرال فريدريك فيجرسن -سلف براون في بغداد في وقت الغزو عام 2003- قال إن التجربة في العراق كانت هائلة، وإنهم لم يستفيدوا منها بل يضعون هواة في مناصب بالغة الأهمية والناس تقتل نتيجة بعض هذه القرارات.
وما زال الأمر متروكًا للجنة تشيلكوت لتقول أي الوثائق سلمتها لها الحكومة البريطانية. ومن المتوقع أن يستأنف التحقيق جلساته العامة في نهاية يونيو أو بداية يوليو المقبلين.