[ميارى]

وللحرية الحمراء باب ...بكل يد مضرجة يدق

هكذا قال احمد شوقي وهذا ما أثبتته الوقائع وكتب التاريخ على مر الأيام ، فلا مجال للشك في أن ثمن الحرية صعب وصعب جدا ، ولكن يبدو أن الاتفاق حول مفهوم واضح للحرية وتجاوز معناها إلى ممارستها هو الأصعب ، وفي الواقع كلما دار الحديث عن الحرية قادتني ذاكرتي إلى تلك القصة التي تثاءب فيها أحدهم وتمطى مادا يده لتصطدم بأنف من يجلس بجانبه على كرسي عمومي ولما احتج الثاني قال الأول : أنا حر فأجابه الآخر بسرعة بديهة ، نعم أنت حر ولكن حرية يدك تنتهي حيث تبدأ حرية أنفي .
القصة وما تحمله من رمز تختصر في نظري أهم معنى يجب أن نفهمه ونحن نمارس حريتنا المشروعة وهي أن لا نتخطى حرية الآخرين ، وأن نتجاوز أنانيتنا الضيقة ونتحرر داخليا أولا من شرور أنفسنا ومن قيود أخرى وضعناها نحن فضيقت علينا الخناق وجعلت مجال الرؤية أمامنا محدودا جدا ـ وإذا كان تعريف الشيء يستدعي نقيضه في أغلب الأحيان فنحن نحتاج إلى تعريف العبودية كي نفهم أكثر معنى الحرية ...وهل انتهى فعلا زمن الرق والنخاسة أو هكذا يخيل إلينا
اننا امام موضوع يستدعي بحثا كاملا وما قلته ليس سوى قطرة في بحر ، أرجو أنني قلت بعض ما يجب أن يقال وأرجو ان ردي كان قطرة اضافت دون أن تفيض الكأس وأترك المجال لبقية الاعضاء كي يدلو بدلوهم ويغترفوا من بحر الحرية الذي لا ينضب . تقديري لفكرك وقلمك أخي الفاضل