[انثى بروح المطر]

الاثارة العشوائية من وسائل الابداع في التدريس
الاثارة العشوائية هي احدى آليات انتاج افكار ابداعية جديدة. وتستند فكرة الاثارة العشوائية الى ضروروة تحريك الدماغ واستثارته للخروج عن قوالب سابقة من خلال ايجاد علاقات جديدة بين اشياء لا توجد اصلا بينها علاقات.
فما العلاقة مثلا بين الفراشة والمدير؟
أو العلاقة بين العلم والمفتاح؟
لا توجد علاقات ظاهرة لكن جمع هذه الأشياء معا يضطرنا للبحث عن روابط وعلاقات قد تنتج افكارا جديدة.

إن الفكرة نفسها قد لا تقودنا الى جديد. لكن ربطها باستثارة عشوائية قد تحرك الفكرة وتولد منها معان جديدة.

اذن نحن نعتمد البحث عن الاثارة. ويفضل أن تكون عشوائية، بمعنى غير مقصود. فاذا اردنا أن ننتج أفكارا عن المعلم، فاننا نقدم أي اثارة عشوائية مثل: دبوس، مرآة، كرة، أسد. هذه الكلمات غير مدروسة، ولا علاقة لها بالمعلم. لكن ربطها بالمعلم قد يقودنا الى افكار جديدة وعديدة.

من أين نستمد الكلمات العشوائية؟
لا يوجد مصدر لتزويدنا بالكلمات العشوائية. فقد نحصل عليها من أي مصدر مثل:
- القاموس: نفتح قاموسا عشوائيا على أي صفحة وأي سطر؛ ونأخد الكلمة التي نجدها مثلا في ص292، كلمة 15.
- أي كتاب: نفتح عشوائيا؛ ثم نحدد أي سطر ثم أي كلمة مثل: صفحة 43 سطر 12 كلمة رقم 5.

كيف نربط الكلمة العشوائية بموضوعنا؟
بعد أن نختار الكلمة العشوائية؛ نحاول ايجاد صلات وعلامات مع موضوعنا.

فإذا كنا بصدد البحث عن أفكار حول التعلم الجيد، ونريد اسستثارة عشوائية لتحريك أفكارنا، وحصلنا على الكلمة العشوائية "بيتزا"؛ فما العلاقة بين التعلم والبيتزا؟
1-نكتب الكلمتين على السبورة: تعلم جيد – بيتزا.
2-نطلب من الطلبة تقديم افكار عن البيتزا.
3-نحصل على اجابات مثل:
- طازجة.
- ساخنة.
- مبهرة حسب الطلب.
- نطلبها ونختارها نحن.
- أحبها، تأتى الينا حتى المنزل.
- مغلفة بعلبة أنيقة.
- تحوي مزيجا من مواد.
- شكلها جذاب.
- سهلة الهضم.
- لذيذة لفترة قصيرة.
- لا تؤكل باردة.

4-نطلب من الطلبة ايجاد روابط بين التعلم الجيد وخصائص البيتزا:
- البيتزا طازجة. ما التعلم الطازج؟
- البيتزا ساخنة. كيف يكون التعلم ساخنا؟
- البيتزا نختارها نحن. كيف نختار التعلم؟
وهكذا ... نتوصل الى خصائص جديدة للتعلم الجيد من خلال هذا الربط العشوائي. فنقول التعلم الجيد هو:
- تعلم نختاره نحن، لا يفرض علينا، تعلم مواد حديثة غير مجمدة، جذاب ويثير دوافعنا، لذيذ، أنيق.

الإثارة العشوائية كاستراتيجية للتدريس:
إن الاثارة العشوائية هي استراتيجية لانتاج افكار جديدة. ولذلك يمكن أن نستخدمها كمعلمين في عمليات التدريس المختلفة، مثل:
تدريس المفاهيم والقيم والاتجاهات، وفي شرح الأفكار وتوضيحها وفي عمليات التحليل والتركيب واصدار الأحكام، وفي عمليات التطبيق والتدريب والتقويم. وفيما يلي أمثلة لموضوعات دروس يمكن من خلالها استخدام الاثارة العشوائية:
- القيم والاتجاهات، مثل: الجذور، الضرب، المربع، أكبر، أصغر ....
- المشاعر والعواطف، مثل: الحب، الكراهية، الفرح ....
- المفاهيم العلمية، مثل: الضغط، الجاذبية، الدقة، التجربة ....
- العمليات والمهارات، مثل: قيادة السيارة، أعمال النجارة ....
- حل المشكلات مثل: تحسين الغذاء، تقليل الوزن، زيادة السلامة في السيارة، تصميم جديد، قطف العنب .... الخ.

بعض الأمور التي تراعى في الإثارة العشوائية:
يخصص وقت قصير للإثارة العشوائية قد لا تزيد عن دقائق 3 -5 دقائق. وإلا أحدثت مللا.
تجرى الإثارة في جو جدي. لأن طبيعة النشاط قد تشجع الطلبة على تقديم أفكار مضحكة، أو ساخرة، أو لا علاقة لها بالموضوع.
يمكن تقديم عدة اثارات عشوائية وليس اثارة واحدة؛ فإذا أردنا توضيح مفهوم مثل: التدريس مثلا. يمكن تقديم عدة اثارات مثل: جسر، مرآة، علم، عجين، اذاعة، زبيب، عشب. ونجد روابط بين التدريس وبين كل منها.
يشجع الطلبة على تقديم اثارات عشوائية خاصة بهم. فلا يجوز فرض الاثارات عليهم. ويستحسن تقديم اثارات عشوائية محسوسة مثل: قلم، كتاب، علم، معجون أسنان، تفاحة...الخ.
لا تقلق اذا لم يجد الطلبة أفكارا جديدة. فالأفكار الجديدة قد لا توجد دائما.
يفضل الطلبة عادة مثل هذه الاسترتيجيات. فعليك وضع خطة للافادة منها بين فترة وأخرى. ويمكنك استخدامها في كل حصة لفترة قصيرة.
يمكن أن تستخدم هذه الاستراتيجيات فرديا. أو في مجموعات أو ازواجا أو جماعيا.