ثورة نيقيا

**بلا عنوان** · 14 - 4 - 2012, 06:38 PM

ثورة نيقيا

ثورة نيقيا ( ثوره النصر )

هى ثوره شعبية فى المقام الاول حتى ان بعض المؤرخين يذكروا هذه الثورة بالثوره الشعبية بالقسطنطينية سنه 532م وكلمه نيقيا هى كلمه يونانيه معناه النصر وقد كان المتظاهرون يهتفون بها اثناء ثورتهم
اسباب ثوره نيقا ( ثوره النصر )

تتعدد اسباب ثوره نيقيا منها اسباب دينيه وبعضها اسباب سياسيه واسباب ماليه
الاسباب الدينيه وكانت اهمها اضطهاد من اعتنقوا المذهب المونوفيزيتى( اصحاب الطبيعه الواحده )
الأسباب السياسيه كانت ان ابناء اخ الامبراطور انسطاسيوس (الامبراطور الذى سبق جستن الاول على العرش) اعتبروا ان جستن الاول وجستنيان مغتصبين للعرش ولحقهم فى الحكم
اما الاسباب الماليه لثورة نيقيا فقد تمثلت فى كثره الضرائب على الشعب وسياسه تريبونيان الماليه المتشدده
ايضا يوحنا الكبدوكى الذى اعتمد عليه جستنيان فى الاداره والذى تجاوز الحد ايدا فى فرض الاموال على الشعب

رسم تخطيطى للهيبدروم

حزبى الزرق والخضر

انتفض الشعب ثائرا رافض الضرائب والظلم وكان اغلب المشاركين من حزبى الزرق والخضر وهم احزاب بدئت رياضيه فى بادئ الامر وانتهت بأن اصبحت احزاب سياسيه حيث ان تاريخ هذه الاحزاب بدء مع تأسيس مدينه القسطنطينية على يد قسطنطين الاكبر عام 223م وانشأ بها ملعبا كبيرا عرف بالهيبدروم وكانت تقام فيه كثير من المسابقات وكانت اهمها سباق الخيل وكانت العربات تزين بأربع الوان الازرق والاخضر والابيض والاحمر وكما ذكرنا ان هذه الاحزاب تحولت من احزاب رياضه الى احزاب سياسيه مع مرور الوقت(انضم البيض الى الخضر وانضم الحمر الى الزرق)
وكانت حزب الخضر هما الطبقه السفلى (عامه الشعب ) وكانت تهتم بهم الامبراطوره ثيودورا واما حزب الزرق يمثلو الطبقات العليا فى المجتمع ورغم التنافس بين هذين الحزبين الا انهم اجتمعوا ضد جستنيان وقاموا بالثوره وانطلقوا نحو الهيبدروم
احداث ثوره نيقيا ( ثوره النصر )

بدئت الثوره ببعض احداث الشغب التى تعامل معها جستنيان بالشده فقد قبض على بعض مثيرى الشغب وامر بإعدامهم شنقا ولكن اثنين منهم انقطعت الحبال ولم يشنقوا وسقطوا على الارض وكان لابد العفو عنهم حسب القوانين لكن حاولوا اعاده شنقهم فثار الشعب وتدخل الرهبان واخذوا الرجلين الى الكنيسه وكان احد الرجلين من حزب الزرق والاخر من حزب الخضر فأتحد الحزبان وبدئوا ثورتهم ضد جستنيان لكن يقول المؤرخ بيورى انه كان هناك اتفاق مسبق بين الحزبين و رؤساء الحزبين على الثوره لكن الشيء المؤكد لدينا ان الثوره حدثت من الشعب نفسه ولم يكن لرؤساء الاحزاب اى سيطره على الثوره الا وجودهم الشكلى على رأس احزاب تتحدث بأسم الشعب
فى يوم 11 يناير 532م انطلقت جموع الشعب نحو الهيبدروم يحرقون ويصيحون نيقيا نيقيا (تعنى النصر ) وتعرضت اجمل المبانى للحرق والتدمير وكان من ضمنها كنيسه آيا صوفيا وبدء الثوار فى عرض مطالبهم على الامبراطور جستنيان وكان اهمها عزل تريبونيان و يوحنا الكبادوكى و غيرهم من الفاسدين الموجدين فى السلطه
موقف جستنيان من ثوره نيقيا ( ثوره النصر )

وافق جستنيان على مطالب المتظاهرين وعزل تريبونيان ويوحنا الكبدوكى ولكن جاء ذلك متأخرا فالثائرين لم يهدئوا بل نادوا بعزل الامبراطور جستنيان وان يتولى أبن اخ الامبراطور السابق انتستاسيوس حكم الامبراطوريه
وفى يوم 25 يناير كانت الثوره الشعبية مازالت مستمره والشعب مازال ثائرا ولكن هذا اليوم 25 يناير اختلف الوضع فقد تحولت ثوره نيقيا الى حرب اهليه لان بليزاريوس قائد جيوش جستنيان وايضا القائد نارسيس من قاده جيوش جستنيان وصولوا بجيوشهم الى القسطنطينية وحاربوا الاهالى وشعب القسطنطينية ولكن لم يستطيع ان يحقق اى انتصار فالشعب كله كان ثائرا
وبعد ثلاثه ايام انسحب بليزاريوس بقواته من شوارع القسطنطينية وعاد بقواته لحمايه القصر الامبراطورى
وخرج جستنيان يوم 28 يناير 532م ليخطب فى الحشود الثائره واعلن مسئوليته الكامله عن الاحداث واعلن انه على استعداد للتنازل عن الحكم ظننا منه ان الشعب سيعطف عليه وينادى بأسمه لكن كان رد فعل الشعب على هذا الخطاب ان اخذو يسبونه بأفظع الالفاظ ( خائن , كذاب , حمار ) فلم يجد جستنيان امامه سوى ان ينسحب عائدا الى قصره
وحاول الثائرين بعد ذلك اقتحام القصر الامبراطورى والقضاء على جستنيان و توليه أبن اخ الامبراطور السابق انتستاسيوس الحكم وحملوه من بيته الى القصر وعلقت زوجته على ذلك بقولها انما يحملوه لموته لا الى العرش
وعندما تحرج مركز جستنيان جمع مستشاريه واجمعو على الفرار وأيد هذا القرار بلزاريوس ويوحنا الكبادوكى و نارسيس
ولكن عارضتهم الامبراطوره ثيودورا وقالت
“فى مثل هذه الظروف التى نوجهها ….. ليس لدينا الوقت لمناقشه هل على المرآه ان تسكت اذا ما تحدث الرجال ام لا …. ورأى ان هذا الوقت ليس مناسبا للفرار .. حتى لو فى ذلك الامان كله … فليس هناك شيء مضمون … وكلنا يعلم ان لكل مولود يوم سيودع فيه الحياه … لكن ليس من اللائق على من اصبح امبراطورا ان يسمى بعد ذلك هاربا …. وانى لن اتخلى ابدا عن العباءة الامبراطوريه والان ان شئت ان تنجو بنفسك فليس ذلك صعبا ولا شيء يمنعك فالمال وفير والبحر وسيع والسفن كثيره على الشاطئ اما انا فانى لن سأتمسك بالقول القديم ان العباءة الامبراطوريه خير الاكفان ”
قالت ثيودورا هذه الكلمات التى كان مفعولها كالسحر على الحاضرين وخاصه جستنيان وبدء يخطط فى القضاء على الثوره
القضاء على ثوره نيقيا

امر جستنيان قائده نارسيس باستمالة رؤساء الاحزاب بالأموال والهدايا وخاصه زعماء الزرق وفعلا نجح فى ذلك وانسحب الزرق من الهيبدروم
جمع بليزاريوس جيوشه وحاصر المتظاهرين فى الهيبدروم واحدث فيهم مذبحه مروعه ذهب ضحيتها على اقل تقدير ثلاثون الف رجل كما ذكر بروكوبيوس ويذكر احد المؤرخين مثل زوناراس ان عدد القتله كان اربعين الف
اما عن هيباتيوس الذى نادا الشعب به امبراطورا فقد قبض عليه وكان من رأى ثيودورا قتله وبالفعل امر جستنيان بقطع رأسه
موقف ثيودورا من ثوره نيقيا ( ثوره النصر )

تم القضاء على ثوره نيقيا ( اخطر ثوره شهدتها القسطنطينية طوال تاريخها) بجرأه ثيودورا على حد تعبير المؤرخ بيورى لأنه لولا كلمات ثيودورا التى عبرت بها عن موقفها من الثورة وانها لن تلجئ للهروب مهما حدث لنجحت الثوره وهرب جستنيان من القسطنطينية
نتائج ثوره نيقيا (ثوره النصر )

قضى جستنيان على ثوره نيقيا وبذلك قضى على اى معارضه موجهه ضده و استطاع جستنيان بقضائه على ثورة نيقيا الاستمرار فى حكم الامبراطوريه واقامه مشروعاته التوسعيه فى أوربا
كما ظهرت ثيودورا و تدخلت فى شئون الحكم

منقول