|
القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة يختص بالقرآن والتفسير والأحاديث وشرحها وقصص الأنبياء والصحابة |
البحث في المنتدى |
بحث بالكلمة الدلالية |
البحث المتقدم |
الذهاب إلى الصفحة... |
![]() |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||
|
كاتب الموضوع :
المُنـى
المنتدى :
القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة
![]() لِاَنَّ الْاَصْلَ فِي الْاِنْسَانِ هُوَ بَرَاءَةُ الذّمَّة بِمَعْنَى اَنَّ الْاَصْلَ فِي الْاِنْسَانَ اَنَّ ذِمَّتَهُ بَرِيئَة فَلَا تُلَطَّخُ ذِمَّتُهُ اِلَّا بِاِقَامَةِ الدَّلِيلِ عَلَى خِيَانَتِهِ وَلِذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ عليه الصلاة والسلام[اِدْرَؤُوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ مَااسْتَطَعْتُمْ(بِمَعْنَى اَنَّ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُولُ لَكَ اَخِي اِذَا اَخَذَ مِنْكَ اِنْسَانٌ مَا شَيْئاً مَا فَلَا تَقُلْ سَرَقَ مِنِّي وَلَكِنْ قُلْ اَخَذَ مِنِّي حَتَّى لَايُقَامَ عَلَيْهِ حَدُّ السَّرِقَةِ فَتَجَعَلُهُ بِذَلِكَ يَخْسَرُ عُضْواً مِنْ اَعْضَائِهِ عَزِيزاً عَلَيْهِ وَهُوَ يَدُهُ العزيزة الغالية عليه؟ نَعَمْ اَخِي وَاَعُودُ وَاُؤَكِّدُ عَلَيْكَ لِلْمَرَّة الْمِلْيُون لَاتَقُلْ اَمَامَ النِّيَابَةِ الْعَامَّةِ وَلَا اَمَامَ الْقَاضِي بِحَقِّ مَنْ سَرَقَكَ اَنَّهُ سَرَقَ مِنْكَ وَلَكِنْ قُلْ اَخَذَ مِنِّي حَتَّى يَنْجُوَ مِنْ عُقُوبَةِ السَّرِقَةِ وَهِيَ قُطْعُ يَدِهِ وَلَااَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ مِنْ عِنْدِي بَلْ يُرْوَى اَنَّ صَفْوَانَ بْنَ اُمَيَّةَ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ؟ وَقَدِ اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ؟ هَلْ هُوَ مَسْجِدٌ فِي مَكَّةَ اَوِ الْمَدِينَة؟ نَعَمْ اَخِي وَكَانَ صَفْوَانُ هَذَا نَائِماً يَضَعُ عَبَاءَتَهُ تَحْتَ رَاْسِهِ؟ فَجَاءَ اَعْرَابِيٌّ فَاسْتَلَّ الْعَبَاءَةَ مِنْ تَحْتِ رَاْسِهِ شَيْئاً فَشَيْئاً دُونَ اَنْ يَشْعُرَ صَفْوَانُ بِذَلِك؟ وَلَكِنَّ صَفْوَانَ فَجْاَةً اِسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ وَقَبَضَ عَلَيْهِ وَاَحْضَرَ مَعَهُ شُهُوداً اِلَى مَجْلِسِ الْقَضَاءِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَرِقَةِ هَذَا الْاَعْرَابِي وَقَالَ يَارَسُولَ الله هَذَا سَرَقَ مِنِّي كَذَا وَكَذَا؟ فَاَمَرَ رَسُولُ اللهِ بِاِقَامَةِ الْحَدِّ عَلَى هَذَا الْاَعْرَابِي السَّارِق؟ فَقَالَ صَفْوَانُ يَارَسُولَ الله وَاللهِ مَااَرَدْتُّ اَنْ يُعَاقَب؟ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام لَوْ عَفَوْتَ عَنْهُ قَبْلَ اَنْ تَاْتِيَنِي (وَلَكِنْ مَاذَا يَنْفَعُ النَّدَمُ يَاصَفْوَان وَقَدِ اتَّهَمْتَهُ بِالسَّرِقَةِ؟ فَهَلَّا قُلْتَ اَخَذَ مِنِّي وَلَمْ تَقُلْ سَرَقَ مِنِّي؟ فَاَمَرَ رَسُولُ اللهِ بِهَذَا الْاَعْرَابِيِّ فَقُطِعَتْ يَدُهُ؟ نَعَمْ اَخِي وَالْمَعْنَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ اَنَّ رَسُولَ اللهِ يَاْمُرُكَ اَنْ تَشْفَعَ لِهَذَا الْاِنْسَانِ وَاَنْ تَبْحَثَ عَمَّنْ يَكْفُلُهُ وَيَتَوَاسَطُ وَيَشْفَعُ لَهُ عِنْدَكَ حَتَّى لَايَعُودَ اِلَى السَّرِقَةِ مَرَّةً اُخْرَى قَبْلَ اَنْ يَصِلَ اِلَى الْقَضَاءِ مَقْبُوضاً عَلَيْهِ وَمُكَبَّلاً فِي يَدَيْهِ وَمَوْضُوعاً فِي قَفَصِ الِاتِّهَام؟ وَاَمَّا اِذَا وَصَلَ الْاَمْرُ اِلَى الْقَضَاءِ؟ فَلَعَنَ اللهُ الشَّافِعَ وَالْمُشَفَّعَ اَوِ الْمَشْفُوعَ لَهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْقَاضِي مَاْمُورٌ اَنْ يُطَبِّقَ حُكْمَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَاِذَا بَلَغَ الْاَمْرُ اِلَى الْقَضَاءِ؟ فَلَا شَفَاعَةَ فِي حُدُودِ اللهِ؟ لِاَنَّ الْعُقُوبَةَ فِي حَقِّ هَذَا السَّارِقِ لَيْسَتْ مِنْ حَقِّ الْمَسْرُوقِ وَحْدَهُ فَقَطْ وَلَكِنَّهَا مِنْ حَقِّ اللهِ اَيْضاً؟ نَعَمْ اَخِي وَحَقُّ اللهِ هُوَ قَطْعُ يَدِ السَّارِقِ وَالسَّارِقَة؟ وَاَمَّا حَقُّ الْعَبْدِ الْمَسْرُوقِ فَهُوَ اَنْ يَسْتَرِدَّ مَا سُرِقَ مِنْهُ وَلَهُ الْحَقُّ اَيْضاً اَنْ يَتَجَاوَزَ وَيَعْفُوَ عَنْ حَقّهِ دُونَ اَنْ يَسْتَرِدَّهُ لَكِنْ هَلْ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَتَجَاوَزَ وَيَعْفُوَ عَنْ حَقِّ اللهِ فِي الْقَطْعِ؟ طَبْعاً لَا يَااَخِي لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ لَمْ يُنِبْهُ عَنْهُ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ مَاجَعَلَهُ نَائِباً عَنْهُ فِي التَّنَازُلِ عَنْ حَقّهِ؟ لِاَنَّ اللهَ لَمْ يَتَنَازَلْ عَنْ حَقّهِ لِاَحَدٍ فِي حُدُودِهِ؟ وَلَمْ يَسْمَحْ لِاَحَدٍ اَيْضاً اَنْ يُفَرِّطَ فِيهَا اِذَا تَحَقَّقَتْ شُرُوطُ اِقَامَتِهَا؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ رَسُولَ الله فَاِنَّ اللهَ لَمْ يَسْمَحْ لَهُ اَيْضاً؟ نَعَمْ اَخِي وَلَاغَرَابَةَ فِي ذَلِكَ؟ فَقَدْ اَعْطَى سُبْحَانَهُ جَمِيعَ النَّاسِ حُرِّيَّةَ الِاخْتِيَارِ فِي تَوْحِيدِهِ اَوْ فِي الْاِشْرَاكِ بِهِ؟ لَكِنْ هَلْ تَنَازَلَ سُبْحَانَهُ مَعَ ذَلِكَ عَنْ حَقّهِ فِي الْوَحْدَانِيَّةِ لِاَحَدٍ مِنَ النَّاس؟ طَبْعاً لَا يَااَخِي وَلَايَقُولُ بِذَلِكَ اِلَّا الَّذِينَ يَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالَايَعْلَمُون؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ جَهَنَّمَ الْاَبَدِيَّة حَاضِرَةٌ لِمَنْ فَرَّطَ فِي حَقِّ اللهِ فِي وَحْدَانِيَّتِهِ وَلْم يُبْقِ فِي قَلْبِهِ ذَرَّةً مِنَ الْاِيمَانِ بِهَا؟ وَلِذَلِكَ اَيْضاً فَاِنَّ الْجَنَّةَ الْاَبَدِيَّةَ الَّتِي عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ حَاضِرَةٌ اَيْضاً لِمَنْ اَعْطَى اللهَ وَلَوْ جُزْءاً مِنْ حَقّهِ فِي تَوْحِيدِهِ سُبْحَانَه؟ بِدَلِيلِ حَدِيثٍ صَحِيحٍ يَنْجُو فِيهِ مِنْ اَبَدِيَّةِ الْعَذَابِ فِي جَهَنَّمَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الْاِيمَانِ بِلَا اِلَهَ اِلَّا الله لِمَاذَا؟ لِاَنَّ هَذِهِ الذَّرَّةَ مِنَ الْاِيمَانِ بِوَحْدَانِيَّةِ اللهِ هِيَ بِمَثَابَةِ الشُّبْهَةِ الَّتِي تَشْفَعُ لَهُ عِنْدَ اللهِ وَتَجْعَلُهُ يَنْجُو مِنْ اَبَدِيَّةِ الْعَذَابِ فِي جَهَنَّمَ فَيَنْجُو بِذَلِكَ مِنْ قَطْعِ رَحْمَةِ اللهِ عَنْهُ وَيَنْجُو مِن ِانْقِطَاعِهَا كَمَا يَنْجُو السَّارِقُ مِنَ الْقَطْعِ وَاِنْ كَانَ صَاحِبُ الذَّرَّةِ لَايَنْجُو مِنَ الْعُقُوبَةِ التَّعْزِيرِيَّةِ الْمُؤَقَّتَةِ الطَّوِيلَةِ جِدّاً فِي جَهَنَّم؟ فَاِيَّاكُمْ اَيُّهَا الشِّيعَةُ وَالنُّصَيْرِيُّونَ مِنْ قَوْمِي وَاِيَّاكُمْ يَاغَيْرَ الْمُسْلِمِينَ اَنْ تُفَوِّتُوا هَذِهِ الْفُرْصَةَ علَيْكُمْ وَتَجْعَلُوهَا تُفْلِتُ مِنْ بَيْنِ اَيْدِيكُمْ اِلَى الْاَبَد وَاَبْشِرُوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ(لَكِنْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَتَّخِذُوا اَقْصَى دَرَجَاتِ الِاسْتِنْفَارِ وَالْحَذَرِ مِنْ خَطَرِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ(فَقَدْ تَكُونُ هَذِهِ الْآيَة هِيَ الضَّرْبَةُ الْقَاضِيَةُ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ اِلَى الْاَبَد وَاللهُ اَعْلَم؟ نَعَمْ اَخِي وَنَاْتِي الْآنَ اِلَى الشَّرْطِ الثَّالِثِ الَّذِي يَجْعَلُ السَّارِقَ مُسْتَحِقّاً لِقَطْعِ يَدِهِ؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ يَسْتَحِقُّ عُقُوبَةً تَعْزِيرِيَّةً فَقَطْ يُقَدِّرُهَا الْقَاضِي؟ وَهُوَ اَلَّا يَكُونَ مِنَ الْمَالِ الْمَسْرُوقِ لِلسَّارِقِ فِيهِ شَيْءٌ يَمْلِكُهُ وَلَوْ كَانَ قَلِيلاً؟ وَاَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً اَخِي حَتَّى تَفْهَمَ الْمَقْصُودَ مِنْ كَلَامِي؟ فَمَثَلاً اَنَا وَاَنْتَ شَرِيكَانِ فِي مَالٍ فِيمَا بَيْنَنَا نُتَاجِرُ بِهِ وَنَرْبَح؟ فَسَرَقَ اَحَدُنَا مِنْ مَالِ الشَّرِكَةِ هَذَا دُونَ عِلْمِ الْآخَر؟ وَلَكِنَّ الْآخَرَ اكْتَشَفَ ذَلِكَ لَاحِقاً؟ فَكَذَّلكَ هُنَا اَخِي لَايُقَامُ الْحَدُّ مِنَ الْقَطْعِ عَلَى السَّارِقِ لِمَاذَا؟ بِسَبَبِ وُجُودِ شُبْهَةِ التَّمْلُّك؟ لِاَنَّ الْاَمْوَالَ اِذَا كَانَتْ مُخْتَلَطَة فَلَايُمْكِنُ تَحْدِيدُ الْمُلْكِيَّةِ لِشَخْصٍ دُونَ الْآخَرِ اِلَّا بَعْدَ تَصْفِيَةِ الشَّرَاكَةِ فِيمَا بَيْنَهُمَا وَفَضِّهَا؟ وَلَذَلِكَ لَايَجُوزُ لِلْقَاضِي هُنَا اَنْ يُقْيمَ حَدَّ الْقَطْعِ عَلَى السَّارِقِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ السَّارِقَ هُنَا يُعْتَبَرُ خَائِناً يَسْتَحِقُّ عُقُوبَةً تَعْزِيرِيَّةً لَاتَصِلُ اِلَى الْحَدِّ؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الشُّرُوطِ التَّعْجِيزِيَّةِ الصَّعْبَةِ مِنْ اَجْلِ اِقَامَةِ الْحُدُودِ رَحْمَةً مِنَ اللهِ بِالنَّاسِ جَمِيعاً وَلَوْ اَخْطَؤُوا؟ حَتَّى وَلَوْ بَقِيَتْ هَذِهِ الْحُدُودُ حِبْراً عَلَى وَرَقِ الْقُرْآنِ فَلَا نَلْجَاُ اِلَيْهَا اِلَّا عِنْدَ الضَّرُورَةِ الْقُصْوَى؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِذَا تَحَقَّقَتْ هَذِهِ الشُّرُوطُ وَاُقِيمَتِ الْحُدُودُ؟ فَاِنَّ رَحْمَةَ اللهِ تَبْقَى قَائِمَةً اَيْضاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاة(وَلَكِنَّ هَذَا الْكَلَامَ يَحْتَاجُ اِلَى مَنْ يَفْهَمُهُ جَيِّداً لِيُدْرِكَ حِكْمَةَ اللهِ مِنْ اِقَامَةِ هَذِهِ الْحُدُود؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{يَااُولِي الْاَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون}نَعَمْ اَخِي وَنَاْتِي الْآنَ اِلَى الشَّرْطِ الرَّابِعِ الَّذِي يَجْعَلُ السَّارِقَ غَيْرَ مُسْتَحِقٍّ لِحَدِّ اللِه فِي الْقَطْعِ وَاِنَّمَا يَسْتَحِقُّ عُقُوبَةً تَعْزِيرِيَّةً يُقَدِّرُهَا الْقَاضِي؟وَهُوَ اَنْ يَكُونَ السَّارِقُ مُحْتَاجاً حَاجَةً شَدِيدَةً اِلَى الْمَالِ الْمَسْرُوق؟ نَعَمْ اَخِي بَعْضُ النَّاسِ الْجَاهِلِينَ يَقُولُونَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اَنَّهُ اَلْغَى حَدَّ السَّرِقَة؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ اَنْتُمْ كَاذِبُون فَلَا عُمَر وَلَااَكْبَر مِنْ عُمَر يَسْتَطِيعُ اَنْ يُلْغِيَ حَدَّ اللهِ سُبْحَانَه؟ لَكِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اَوْقَفَهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الشُّرُوطَ لَمْ تَتَوَفَّرْ فِي عَهْدِهِ كَامِلَةً مِنْ اَجْلِ الْقَطْعِ لِيَدِ السَّارِقِ وَالسَّارِقَة؟ بِسَبَبِ مَايُسَمَّى بِعَامِ الرَّمَادَة؟ وَهُوَ عَامٌ حَصَلَتْ فِيهِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ شِدَّةِ الْقَحْطِ وَالْجَدْبِ وَالْاَرْضِ الْيَابِسَةِ وَالسَّمَاءِ الْجَافَّةِ الَّتِي لَمْ تُمْطِرْ وَالْفَقْرِ الْمُدْقِعِ الشَّدِيدِ الَّذِي حَصَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِي هَذَا الْعَام؟ فَرُبَّمَا هَذَا الَّذِي سَرَقَ فِي عَهْدِهِ سَرَقَ مِنْ اَجْلِ حَاجَتِهِ وَسَدِّ جَوْعَتِهِ الشَّدِيدَةِ وَجُوعِ زَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِهِ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ كَانَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ اَبِي بَلْتَعَةَ غِلْمَانٌ فِتْيَانٌ بِمَعْنَى عَبِيد مَمْلُوكِين؟ فَسَرَقُوا مِنْهُ؟ فَاُلْقِيَ الْقَبْضُ عَلَيْهِمْ فِي عَهْدِ عُمَر؟ فَقَالُوا يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِين؟ مَاسَرَقْنَا اِلَّا لِحَاجَتِنَا؟ لِاَنَّ سَيِّدَنَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ يُجِيعُنَا وَلَايُطْعِمُنَا(وَاَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا هُوَ حَاطِبُ بْنُ اَبِي بَلْتَعَة؟ وَهُوَ الَّذِي فَشَا سِرّاً مِنْ اَسْرَارِ الرَّسُولِ الْعَسْكَرِيَّة ثُمَّ نَدِمَ وَتَابَ فَتَابَ اللهُ عَلَيْهِ لِاَنَّهُ مِنَ الْبَدْرِيِّينَ الَّذِينَ قَاتَلُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ الْكُبْرَى الْمُبَارَكَة) فَقَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَن؟ مَاذَا تَقُولُ يَاعَبْدَ الرَّحْمَن؟ فَسَكَتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئاً؟ فَقَاَل لَهُ عُمَر؟ وَاللهِ لَئِنْ سَرَقُوا مَرَّةً ثَانِيَة؟ لَقَطَعْتُ يَدَكَ اَنْتَ؟ نَعَمْ اَخِي وَنَاْتِي الْآنَ اِلَى الشَّرْطِ الْاَخِيرِ الَّذِي يَمْنَعُ الْحَدَّ عَنِ السَّارِقِ وَلَايَقْطَعُ يَدَهُ وَاِنَّمَا يَسْتَحِقُّ عُقُوبَةً تَعْزِيرِيَّةً فَقَطْ يُقَدِّرُهَا الْقَاضِي؟ وَهُوَ اَنْ تَكُونَ السَّرِقَةُ بَيْنَ الْاُصُولِ وَالْفُرُوع؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي سَرَقْتَ مَثَلاً مِنْ اَبِيكَ اَوْ مِنْ جَدِّكَ اَوْ سَرَقْتَ مِنْ اُمِّكَ اَوْ مِنْ جَدَّتِكَ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ وَلَوْ عَلَوْا؟ اَوْ اَنَّكَ اَخِي مَثَلاً سَرَقْتَ مِنْ وَلَدِكَ اَوْ مِنْ حَفِيدِكَ وَلَوْ نَزَلُوا؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ هَذِهِ السَّرِقَة هِيَ مُبَاحَة بَيْنَ الْآبَاءِ مِنَ الْاُصُولِ وَبَيْنَ الْاَبْنَاءِ مِنَ الْفُرُوعِ لَا؟ بَلْ اِنَّهَا حَرَامٌ كَبِيرٌ يَسْتَحِقُّ عُقُوبَةً تَعْزِيرِيَّةً يُقَدِّرُهَا الْقَاضِي؟ وَلَكِنَّهَا لَاتُعْتَبَرُ سَرِقَة؟ وَبِالتَّالِي فَاِنَّهَا لَا تُوجِبُ قَطْعَ يَدِ السَّارِقِ لِمَاذَا؟ لِوُجُودِ الشُّبْهَةِ الَّتِي اَمَرَ رَسُولُ اللهِ اَنْ نَدْرَاَ حُدُودَ اللهِ بِسَبَبِهَا؟ لِاَنَّ السَّارِقَ هُنَا لَمْ يَتَجَاوَزْ خُطُوطَهَا الْحَمْرَاء؟ وَلَمْ يَصِلْ اِلَى دَرَجَةٍ جَعَلَتْهُ يُصِيبُهَا؟ وَبِالنَّتِيجَةِ فَاِنَّ الْحَدَّ لَايُصِيبُه؟ نَعَمْ اَخِي وَكَلِمَة اِدْرَؤُا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ؟ هِيَ بِمَعْنَى اَنَّنَا لَايَجُوزُ لَنَا شَرْعاً اَنْ نَسْتَعْمِلَ حَقَّ اللِه فِي اِقَامَةِ هَذِهِ الْحُدُودِ بِشَكْلٍ تَعَسُّفِيٍّ عَلَى مَنْ لَايَسْتَحِقُّهَا؟ لِاَنَّ اللهَ لَايَرْضَى بِذَلِكَ اَبَداً حَتَّى فِي تَعَامُلِنَا مَعَ عَدُوِّنَا؟ فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَايَرْضَى بِذَلِكَ اَبَداً اِلَّا عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَاتَعْتَدُوا؟ اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْمُعْتَدِين(وَاُقْسِمُ بِاللهِ تَعَالَى اَيُّهَا الْاِخْوَة اَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ هِيَ سَبَبٌ مِنْ اَسْبَابِ دُخُولِ الْاِسْلَامِ اِلَى قَلْبِي ؟ لِاَنَّهَا جَعَلَتْنِي اَعْشَقُ الْاِسْلَامَ؟ اِذْ لَوْ كَانَ الْاِسْلَامُ دِيناً اَرْضِيّاً وَضْعِيّاً غَيْرَ سَمَاوِي؟ لَكَانَ خَالِياً مِنَ الرَّحْمَة؟ وَلَكِنَّ رَحْمَتَهُ لَمْ تَبْخَلْ حَتَّى عَلَى اَعْدَائِه) بَلْ لَايَجُوزُ لَنَا اَنْ نَتَجَاوَزَ بِحُدُودِ اللهِ بِشَكْلٍ تَعَسُّفِيٍّ اَيْضاً عَلَى مَنْ يَسْتَحِقُّهَا؟ فَلَايَجُوزُ لَنَا مَثَلاً اَنْ نَتَجَاوَزَ مِقْدَارَ الْجَلْدِ الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِهِ اِلَى مَافَوْقَ مِائَةِ جَلْدَة؟ وَلَايَجُوزُ اَيْضاً اَنْ نَتَجَاوَزَ مِقْدَارَ الْقَطْعِ الَّذِي اَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ اِلَى الذّرَاعَيْنِ اَوِ الْكَتِفَيْنِ اَوِ الْمِنْكَبَيْن؟ بَلْ نَقْطَعُ يَدَ السَّارِقِ مِنَ الرُّسْغِ فَقَطْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى اَطْلَقَ الْكُلَّ وَلَكِنَّهُ مَا اَرَادَ اِلَّا الْبَعْضَ فَقَطْ مِنْ يَدِ السَّارِقِ وَلَمْ يُرِدِ الْكُلَّ فِي قَوْلِهِ{فَاقْطَعُوا اَيْدِيَهُمَا(نَعَمْ اَخِي وَبِالْعَكْسِ فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ اَطْلَقَ الْبَعْضَ مِنْ جَسَدِ الْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ وَهُوَ رَقَبَتُهُ وَلَكِنَّهُ تَعَالَى اَرَادَ الْكُلَّ لِجَسَدِهِ مِنْ اَجْلِ تَحْرِيرِهِ مِنَ الرِّقِّ وَالْعُبُودِيَّةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَلَد{فَكُّ رَقَبَة} نَعَمْ اَخِي فَهُنَاكَ شُبْهَة كَبِيرَة بَيْنَ الْاُصُولِ وَالْفُرُوعِ تَمْنَعُ الْقَطْعَ عَنِ السَّارِق؟ فَقَدْ يَكُونُ السَّارِقُ الَّذِي سَرَقَ مِنْ وَلَدِهِ مَثَلاً؟ يَعْتَبِرُ اَنَّ مَالَ وَلَدِهِ هُوَ مَالُهُ اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَنْتَ وَمَالُكَ لِاَبِيك(وَقَدْ يَكُونُ السَّارِقُ الَّذِي سَرَقَ مِنْ اَبِيهِ اَوْ مِنْ جَدِّهِ؟ يَعْتَبِرُ مَالَهُمَا مَالاً لَهُ اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[وَالْوَلَدُ رَاعٍ فِي مَالِ اَبِيهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِه(وَلِذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ الْمَنْطِقِيِّ اَنْ نَاْخُذَ السَّارِقَ بِجَرِيرَةِ سَرِقَتِهِ مِنْ مَالِهِ الْخَاصّ؟ نَعَمْ نَسْتَطِيعُ اَنْ نَاْخُذَهُ بِجَرِيرَةِ خِيَانَةِ الْاَمَانَة؟ وَلَكِنَّنَا لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَتَّهِمَهُ بِالسَّرِقَةِ اِذَا اَخَذَ مِنْ مَالِ اَبِيهِ الَّذِي يَعْتَبِرُهُ مَالاً شَخْصِيّاً لَهُ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ لَايُمْكِنُنَا بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَنْ نَقْطَعَ يَدَهُ؟ وَاِنَّمَا نُعَاقِبُهُ عُقُوبَةً تَعْزِيرِيَّةً يُقَدِّرُهَا الْقَاضِي؟ وَلِذَلِكَ لَابُدَّ اَخِي مِنْ دَرْءِ الْحُدُودِ بِالشُّبُهَاتِ مَااسْتَطَعْنَا اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً؟ وَسَامِحْنِي اَخِي فَقَدْ نَسِيتُ اَهَمَّ قَاعِدَةٍ شَرْعِيَّةٍ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَة وَهِيَ دَرْءُ الْمَفَاسِدِ مُقَدَّمٌ عَلَى جَلْبِ الْمَصَالِح بِمَعْنَى اَنَّنَا قَبْلَ اَنْ نُفَكِّرَ فِي اِقَامَةِ حُدُودِ اللهِ عَلَى السَّارِقِ وَغَيْرِهِ وَالَّتِي تَجْلِبُ لَنَا الْمَصْلَحَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاة( فَعَلَيْنَا اَوّلاً وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ اَنْ نُعَالِجَ الْمَفَاسِدَ مِنَ الْاَزَمَاتِ الِاقْتِصَادِيَّةِ وَالرُّكُودِ الِاقْتِصَادِيِّ وَالْبَطَالَةِ وَالْفَقْرِ وَالْجُوعِ وَالْمَرَضِ اَوْ قِلَّةِ الدَّوَاءِ وَالْغِذَاءِ وَاللّبَاسِ وَالتَّشَرُّدِ وَالضَّيَاع ِوَنَمْنَعَ ذَلِكَ كُلَّهُ عَنِ النَّاسِ قَبْلَ اَنْ نُفَكِّرَ فِي اِقَامَةِ حُدُودِ اللهِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِ الْاِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ وَرَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْه[لَوْ كَانَ الْفَقْرُ رَجُلاً اَوْ تَمَثَّلَ الْفَقْرُ رَجُلاً لَقَتَلْتُهُ بِسَيْفِي( فَمَاذَا سَتَقُولُ يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقِفُونَ مُتَفَرِّجِينَ شَامِتِينَ وَلَايُحَرِّكُونَ سَاكِناً وَلَدَيْهِمْ مِنَ الْاَمْوَالِ الْهَائِلَة؟ اَلَا يَسْتَحِقُّ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمُونَ الْقَتْلَ اَيْضاً يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَقَدْ تَمَثَّلُوا الْفَقْرَ بِكُلِّ صُوَرِهِ وَاَشْكَالِهِ وَجَعَلُوهُ سَيْفاً مُسَلّطاً عَلَى رِقَابِ النَّاسِ حِينَمَا حَبَسُوا حُقُوقَ النَّاسِ فِي اَمْوَالِهِمْ وَلَمْ يُؤَدُّوهَا لَهُمْ كَمَا اَمَرَ اللهُ بَلْ صَرَفُوهَا عَلَى هُولِيوُود وَبُولِيوُود وَسُوبَرِ سْتَار وَسْتَارْ اَكَادِيمِي وَالشَّرْمَطَة وَالتِّعْرِيصْ وَالدَّعَارَة وَالِاسْتِعْبَادِ الْجِنْسِيِّ وَالْفَنِّيِّ بِكُلِّ اَشْكَالِهِ وَلَمْ يَكْتَفُوا بِذَلِكَ بَلْ رَقَصُوا شَامِتِينَ عَلَى جُثَثِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ جُوعاً فِي مُخَيَّمِ الْيَرْمُوك؟ مَاذَا اَقُولُ وَقَدْ تَقَرَّحَتْ عَيْنَايَ مِنْ كَثْرَةِ الْبُكَاءِ عَلَى السُّورِيِّينَ وَالْفَلَسْطِينِيِّينَ وَلَكِنْ لَاحَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي؟ فَهَلَّا قَامَ اَحَدٌ مِنْ نُجُومِ هُولِيوُود هَؤُلَاءِ بِالتَّبَرُّعِ وَلَوْ بِجُزْءٍ بَسِيطٍ مِنْ اَمْوَالِه؟ اَمْ اَنَّ مَعْبُودَ الْجَمَاهِيرِ نَسِيَ اَنَّهُ رُبَّمَا يَسْتَطِيعُ اسْتِعْبَادَ قُلُوبِ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ لِلهِ الَّذِي رُبَّمَا يُحِبُّهُ وَرُبَّمَا يُلْقِي الْمَحَبَّةَ لَهُ فِي قُلُوبِهِمْ وَلَايَكُونُ ذَلِكَ اِلَّا بِالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمْ؟ مَاذَا دَهَاكَ يَامَعْبُودَ الْجَمَاهِير؟ هَلْ اَنْتَ مِنْ اَهْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِذَا قِيلَ لَهُمْ اَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللهُ اَطْعَمَه(وَوَاللهِ الَّذِي لَااِلَهَ اِلَّا هُو اِنَّهَا كَلِمَةُ حَقٍّ يَقُولُهَا هَؤُلَاءِ الْكَفَّار؟ وَلَكِنَّهُمْ لَايَقُولُونَ الْحَقُّ وَلَايَسْتَعْمِلُونَ الْحَقَّ اِلَّا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَجْعَلُوهُ سِلَاحاً يُحَارِبُونَ بِهِ اَهْلَ الْحَقِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ؟ لِاَنَّهُمْ لَايَكْتَفُونَ بِسِلَاحِ الْبَاطِلِ بَلْ لَابُدَّ اَيْضاً مِنْ كَلِمَةِ حَقٍّ اُرِيدَ بِهَا بِاطِل مِنْ اَجْلِ الْخَلْطِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِل؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ اَنَانِيُّونَ لَايُرِيدُونَ مِنَ الْحَقِّ اَنْ يَقِفَ اِلَّا اِلَى جَانِبِهِمْ؟ وَلِذَلِكَ هُمْ حَرِيصُونَ اَلَّا يَخْرُجَ شَيْءٌ مِنَ الْحَقِّ لَهُمْ اَوْ عَلَيْهِمْ مِنْ جُيُوبِهِمْ؟ وَلِذَلِكَ لَايَسْمَحُونَ لِلْحَقِّ اَبَداً اَنْ يَقِفَ ضِدَّهُمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ الله{قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ الله{جَاهِدُوا بِاَمْوَالِكُمْ وَاَنْفُسِكُمْ(فَاِذَا وَقَفَ الْحَقُّ ضِدَّهُمْ {تَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ اِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَاَوْلَى لَهُمْ؟ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوف{وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا اَذَى{فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ؟ فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطّعُوا اَرْحَامَكُمْ اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ{هَااَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ؟ وَمَنْ يَبْخَلْ فَاِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَاَنْتُمُ الْفُقَرَاء وَاِنْ تَتَوَلَّوْا(أيْ تَنْصَرِفُوا عَنِ الْجِهَادِ بِاَمْوَالِكُمْ وَاَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ الله{يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَايَكُونُوا اَمْثَالَكُمْ{صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ بِاَنَّهُمْ قَوْمٌ لَايَفْقَهُون(وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ يَقُولُونَ لِلْفَقِيرِ تَزَوَّجْ فَاِنَّ اللهَ يَفْتَحُ عَلَيْكَ اَبْواباً وَاسِعَةً مِنَ الرِّزْقِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[ثَلَاثَةٌ حَقَّ عَلَى اللهِ عَوْنُهُمْ وَمِنْهُمُ النَّاكِحُ يُرِيدُ الْعَفَاف(وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْكَافِرِينَ بِنِعْمَةِ الله؟ مَاهُوَ الْمَانِعُ الشَّرْعِيُّ وَالْقَدَرِيّ اَنْ يَكُونَ عَوْنُ اللهِ لِهَذَا الْفَقِيرِ مِنْ جُيُوبِكُمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى لِجُيُوبِكُمْ{وَاَنْكِحُوا الْاَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَاِمَائِكُمْ اِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِه(فَهَلْ يُخَاطِبُ اللهُ تَعَالَى فِي هَذِه ِالْآيَة الْفَقِيرَ صَاحِبَ الْجُيُوبِ الْفَارِغَةِ مِنَ الْاَمْوَالِ اَمْ يُخَاطِبُ جُيُوبَكُمُ الْمُمْتَلِئَة بِالْاَمْوَالِ الَّتِي تَبْخَلُونُ بِهَا عَلَى عَوْنِ النَّاكِحِ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَاف؟ وَبِالنَّتِيجَةِ مَاهُوَ الْفَرْقُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْكُفَّارِ الَّذِينَ يَقُولُونَ{اَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللهُ اَطْعَمَه(مَاهُوَ الْفَرْقُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ هَؤُلَاءِ وَلِسَانُ حَالِكُمْ يَقُول اَنُزَوِّجُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللهُ زَوَّجَه؟ اَنُنْكِحُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللهُ اَنْكَحَه{اِنْ اَنْتُمْ اِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِين(ثُمَّ مَنْ قَالَ لَكُمْ اَنَّ رِزْقَ اللهِ يَقْتَصِرُ عَلَى الْمَالِ فَقَطْ؟ فَرُبَّمَا يَرْزُقُ اللهُ هَذَا الْفَقِيرَ مِنَ الْقُوَّةِ وَالصِّحَّةِ وَالْاِيمَانِ وَالْعِلْمِ وَالتَّقْوَى وَالرَّاحَةِ وَهُدُوءِ الْبَالِ مَايَجْعَلُكُمْ تَتَمَنَّوْنَ لَوْ اَنَّكُمْ لَمْ تُرْزَقُوا بِهَذَا الْمَالِ مِنْ اَصْلِهِ بِسَبَبِ مَافِيهِ مِنْ مُنَغِّصَاتٍ كَثِيرَةٍ تَجْعَلُكُمْ لَاتَنَامُونَ اللَّيْلَ وَاَنْتُمْ تَجْمَعُونَ وَتَضْرُبُونَ وَتَطْرَحُونَ وَتُقَسِّمُونَ وَتَحْسُبُونَ مِنَ الضَّرَائِبِ وَالْاَمْوَالِ مَايَجْلِبُ لَكُمْ عَيْشاً ضَنْكاً نَكِداً رُبَّمَا يَجْعَلُكُمْ تَحْسُدُونَ الْفَقِيرَ عَلَى الْخُبْزِ الْعَفِنِ الَّذِي يَاْكُلُهُ وَالْمَاءِ الْمُلَوَّثِ الَّذِي يَشْرَبُهُ وَالثَّوْبِ الْمُرَقَّعِ الْمُهْتَرِىءِ الَّذِي لَايَكَادُ يَسْتُرُ جَسَدَهُ وَلَكِنَّهُ يَنَامُ نَوْماً هَنِيئاً لَامُزْعِجاً كَنَوْمِكُمْ وَيَحْلُمُ اَحْلَاماً سَعِيدَةً خَالِيَةً مِنَ الْكَوَابِيسِ وَالضُّغُوطَاتِ الْمَادِّيَّةِ الَّتِي تَاْتِيكُمْ رَغْماً عَنْكُمْ فِي الْاَحْلَامِ الْمُرْعِبَةِ مِنْ شِدَّةِ خَوْفِكُمْ عَلَى اَمْوَالِكُمْ؟ وَكُلُّ ذَلِكَ جَعَلَهُ اللهُ ثَمَناً لِلْفَاتُورَةِ الْبَاهِظَةِ الَّتِي عَلَيْكُمْ اَنْ تَدْفَعُوهَا رَغْماً عَنْكُمْ بِسَبَبِ بُخْلِكُمْ؟ فَاَيْنَ عُقُولُكُمْ حَذَراً مِنْ لَعْنَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَاتُعْجِبْكَ اَمْوَالُهُمْ وَلَااَوْلَادُهُمْ اِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ اَنْ يُعَذّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ اَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُون(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة اَنْتُمْ لَاتَفْقَهُونَ اِلَى الْآنَ حَجْمَ الْمُصِيبَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا بِسَبَبِ انْصِرَافِنَا عَنِ الْجِهَادِ بِالْمَالِ قَبْلَ الْاَنْفُسِ؟ لِاَنَّ الَّذِي يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ فَقَطْ قَدْ لَايَدْفَعُ شَيْئاً مِنْ جَيْبِه؟ بَلْ يَاْخُذُ رَاتِباً شَهْرِيّاً عَلَى جِهَادِه؟ وَلَكِنَّ الْمَحْظُوظَ الْاَكْبَرَ سَعِيدَ الْحَظّ عِنْدَ الله؟ هُوَ الَّذِي يُجَاهِدُ بِمَالِهِ؟ لِاَنَّهُ يَصْبِرُ عَلَى فِرَاقِ اَمْوَالِهِ بِلَوْعَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا وَلِذَلِكَ سَيُعَوِّضُهُ اللهُ بِنَعِيمٍ مُقِيمٍ لَامَثِيلَ لَهُ فِي قَلْبِهِ وَجَسَدِهِ وَرُوحِه) نعم اخي فَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْحُدُودُ تَجْلِبُ الْمَصْلَحَةَ لَنَا فَاِنَّ هُنَاكَ مَاهُوَ اَوْلَى مِنْهَا وَهُوَ اَنْ نَمْنَعَ الْمَفَاسِدَ اَوّلاً وَعَلَى رَاْسِهَا هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمُونَ الَّذِينَ يَذْهَبُونَ بِاَمْوَالِهِمْ اِلَى الْبُنُوكِ فِي الْخَارِجِ وَيَحْرِمُونَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الِاسْتِفَادَةِ مِنْهَا وَلَايَقُومُونَ بِتَجْفِيفِ مَنَابِعِ الْفَقْرِ وَالْبَطَالَةِ وَالرِّقِّ وَالْعُبُودِيَّةِ الَّتِي تَحْكُمُنَا بِهَا لُقْمَةُ الْعَيْشِ فِي اَيَّامِنَا فِي بِلَادِ الْمُسْلِمِين؟ بَلْ لَاهَمَّ لَهُمْ اِلَّا صِنَاعَةَ الْمَجْدِ وَالْحَضَارَةِ وَالرَّفَاهِيَةِ وَالنَّعِيمِ لِغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ وَلَوْ عَلَى حِسَابِ تَعَاسَةِ الْمُسْلِمِينَ وَبُؤْسِهِمْ وَشَقَائِهِمْ؟ بَلْ رُبَّمَا يُحَارِبُونَهُمْ وَيَسْتَعْبِدُونَهُمْ وَيُذِلُّونَهُمْ فِي لُقْمَةِ عَيْشِهِمْ وَفِي اَعْرَاضِهِمْ اَيْضاً؟ نعم اخي وَقَدِ انْتَهَى عَهْدُ الرِّقِّ وَالْعُبُودِيَّةِ فِي زَمَانِ السُّلْطَانِ الْعُثْمَانِيِّ مُحَمَّد الْفَاتِح بِفَضْلِ الْاِسْلَامِ الَّذِي قَامَ بِتَجْفِيفِ مَنَابِعِ الرِّقِّ وَالْعُبُودِيَّةِ بَلْ وَاَنْهَارِهَا وَبِحَارِهَا اَيْضاً بِمَا فَرَضَهُ مِنْ كَفَّارَاتٍ كَثِيرَةٍ فِي الْقُرْآنِ جَعَلَ فِيهَا الْاَوْلَوِيَّةَ لِتَحْرِيرِ رِقَابِ هَؤُلَاءِ الرَّقِيق؟ وَلَكِنْ مَعَ الْاَسَف وَمُنْذُ ذَلِكَ الْحِينِ بَدَاَ عَهْدٌ جَدِيدٌ مِنِ اسْتِعْبَادِ النَّاسِ بِلُقْمَةِ الْعَيْشِ سَاهَمَ فِيهِ الْحَاقِدُونَ عَلَى الْاِسْلَامِ اِلَى دَرَجَةٍ كَبِيرَةٍ مِنْ اَجْلِ دَعْمِ عُلُوِّهِمْ فِي الْاَرْضِ وَاسْتِكْبَارِهِمْ وَفَسَادِهِمْ وَاسْتِعْبَادِهِمْ لِلنَّاسِ؟ وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْتَدِي عَبَاءَةَ الْاِسْلَامِ مَعَ الْاَسَفِ الشَّدِيد؟ وَاللهِ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَمَا تَخْشَوْنَ الله؟ اَمَا تَتَّقُونَ اللهَ وَخَاصَّةً فِي دُوَلِ الْخَلِيجِ وَالسُّعُودِيَّةِ وَاِيرَان الَّتِي رَزَقَهَا اللُهُ مِنَ الْاَمْوَالِ الْهَائِلَة ماشاء الله لاقوة الا بالله وتبارك الله احسن الخالقين؟ مَاذَا سَتَقُولُونَ لِرَبِّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَدْ اَصْبَحَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ يَبْحَثُ عَمَّنْ يَنْكِحُهُ كَمَا تُنْكَحُ الْمَرْاَة؟ بَلْ وَيَبْحَثُ اَيْضاً عَمَّنْ يَسْتَعْبِدُهُ جِنْسِيّاً بِفَاحِشَةِ اللّوَاطِ بِكُلِّ اَشْكَالِهَا الْمُقْرِفَةِ الْفَمَوِيَّةِ وَالشَّرْجِيَّةِ وَالسَّادِيَّةِ الَّتِي لَا تَخْطُرُ عَلَى بَالِ الشَّيْطَانِ مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ لُقْمَةِ الْعَيْشِ لَهُ وَلِزَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِهِ الَّذِينَ يَتَضَوَّرُونَ جُوعاً؟ حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل؟ اِنَّا لِلهِ وَاِنَّا اِلَيْهِ رَاجِعُون؟ شَكَوْنَاكُمْ اِلَى الله؟ وَنُفَوِّضُ اَمْرَنَا اِلَى اللهِ فِيكُمْ وَاللُهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد؟ وَسَامِحْنِي يَااَخِي فَقَدْ ظَلَمَنَا الْمُجْتَمَعُ الْاِنْسَانِيُّ بِرُمَّتِهِ قَبْلَ اَنْ نَظْلِمَ اَنْفُسَنَا وَنَظْلِمَ غَيْرَنَا؟ نَعَمْ اَخِي وَالْخُلَاصَةُ اَنَّهُ اِذَا تَوَفَّرَتْ كُلُّ هَذِهِ الشُّرُوطِ عَلَى اِنْسَانٍ مَا سَارِق؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ اِذَا قُطِعَتْ يَدٌ وَاحِدَة؟ كَانَتْ تَرْبِيَةً لِلْجَمِيعِ؟ حَتَّى لَايَتَجَرَّؤُوا عَلَى السَّرِقَةِ مَرَّةً اُخْرَى؟ وَحَتَّى لَايَتَجَرَّؤُوا اَيْضاً عَلَى مَاهُوَ اَخْطَرُ مِنَ السَّرِقَةِ وَهُوَ الْقَتْلُ بِدَافِعِ السَّرِقَة؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاة(أيْ نَجَاةٌ مِنْ شَرِّ السَّارِقِينَ وَالْقَتَلَةِ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ بِدَافِعِ السَّرِقَة{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون(شَرَّهُمْ؟ فَلَوْ اَدْرَكَ السَّارِقُ قَبْلَ اَنْ يَسْرِقَ اَنَّهُ سَتُقْطَعُ يَدُهُ لَامَحَالَة؟ فَاِنَّهُ يَمْتَنِعُ عَنِ السَّرِقَةِ؟ وَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ اَنَا يَدِي غَالِيَة وَعَزِيزَة عَلَيّ؟ وَلَايُمْكِنُنِي اَنْ اَسْتَغْنِيَ عَنْهَا؟ وَسَاَكُونُ بِحَاجَتِهَا وَلَوْ كُنْتُ اَقْضِي حَاجَتِي فِي الْمِرْحَاض؟ نَعَمْ اخي وَلِذَلِكَ يَقُولُ الْفُقَهَاء؟ اَلْيَدُ كَانَتْ مُحْتَرَمَةً حِينَمَا كَانَتْ اَمِينَة؟ فَلَمَّا سَرَقَتْ هَانَتْ فَاسْتَحَقَّتِ الْقَطْعَ؟ وَفِي بَعْضِ اَقْوَالِ الْفُقَهَاء؟ فَلَمَّا خَانَتْ هَانَتْ؟ وَاِنْ كُنْتُ لَااُحَبِّذُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ؟ لِاَنَّهَا لَيْسَتْ دَقِيقَةً فِي الْمَعْنَى؟ لِاَنَّ هُنَاكَ مِنَ الْاَيَادِي الْخَائِنَةِ مَنْ تَنْجُو مِنْ عُقُوبَةِ الْقَطْعِ كَالْمُخْتَلِسِ مَثَلاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مِنَ الصَّوَابِ اَنْ نَقُول؟ فَلَمَّا سَرَقَتْ هَانَتْ؟ لِاَنَّ الْيَدَ السَّارِقَةَ هِيَ الَّتِي تَسْتَحِقُّ الْقَطْعَ؟ وَلَاتَنْجُو اِلَّا بِالشُّبْهَة؟ وَهِيَ قَوْلُكَ اَخِي لِلشُّرْطَة وَالنِّيَابَة وَالْقَاضِي فُلَانٌ اَخَذَ مِنِّي؟ وَلَاتَقُلْ فُلَانٌ سَرَقَ مِنِّي؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ مِنَ الْقَطْعِ اِذَا تَوَافَرَتِ الشُّرُوطُ الْمَطْلُوبَة؟ نَعَمْ اَخِي وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ حَدَّ السَّرِقَةِ لَوْ طُبِّقَ بِحَذَافِيرِهِ وَبِشُرُوطِهِ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْاِنْسَانِيَّةِ؟ فَاِنَّهُ مُفِيدٌ جِدّاً فِي التَّخْفِيفِ مِنْ حِدَّةِ الْجَرَائِمِ الَّتِي تَحْصَلُ فِيهَا؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ الْجَرَائِمَ سَتَنْتَهِي مِنَ الْمُجْتَمَعِ نِهَائِيّاً وَاَنَّ الشَّرَّ سَيَخْتَفِي وَيَزُولُ نِهَائِيّاً؟ لَا يَااَخِي لَااُرِيدُ اَنْ اَضْحَكَ عَلَيْكَ وَلَا اَنْ اَغُشَّكَ وَلَا اَنْ اُعْطِيَكَ اَمَلاً كَاذِباً؟ لِاَنَّ اللهَ اَعْطَى حُرِّيَّةَ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لِلنَّاسِ جَمِيعاً؟ وَلَايُمْكِنُ اَنْ تَتَحَقَّقَ هَذِهِ الْحُرِّيَّةُ الَّتِي اَرَادَهَا اللهُ تَعَالَى بِاخْتِفَاءِ الشَّرِّ نِهَائِيّاً وَزَوَالِهِ مِنَ الْاَرْضِ؟ فَلَوْ اَرَادَ اللهُ اَنْ يَقْضِيَ عَلَى الشَّرِّ نِهَائِيّاً؟ لَفَعَلَ ذَلِكَ مُنْذُ الْبِدَايَةِ؟ حِينَمَا خَلَقَ آدَمَ؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ؟ وَاِنَّمَا اَمْهَلَ زَعِيمَ الشَّرِّ اِبْلِيسَ اِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون؟ ثُمَّ بَعَثَ الْاَنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ الَّذِينَ نَبَّهُوا النَّاسَ عَلَى خُطُورَةِ هَذَا الشَّرِّ وَعَوَاقِبِهِ الْوَخِيمَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ؟ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ؟ اِنَّا اَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً اَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا{اِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ اِنَّا لُانَضِيعُ اَجْرَ مَنْ اَحْسَنَ عَمَلَا؟ اُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّات} نَعَمْ اَخِي وَيَبْقَى الْاَمَلُ كَبِيراً وَمَعْقُوداً بِهَذَا الْقِصَاصِ الْعَادِلِ؟ وَتَبْقَى الْفَائِدَةُ الْكُبْرَى الَّتِي تَحْصَلُ بِبَرَكَتِهِ؟ وَهِيَ اَنَّ الْجَرَائِمَ تَخِفُّ حِدَّتُهَا؟ فَبَدَلَ اَنْ تَكُونَ بِنِسْبَةِ 99 بِالْمِائَة؟ تُصْبِحُ بِنِسْبَةٍ ضَعِيفَةٍ جِدّاً وَهِيَ وَاحِد فِي الْمِائَة؟ نَعَمْ اَخِي {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاة(بِمَعْنَى اَنَّهُ لَيْسَ الْمَقْصُودُ مِنَ الْقِصَاصِ الِانْتِقَام؟ وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ مِنْهُ التَّشَفّي؟ وَاِنَّمَا الْمَقْصُودُ مِنْهُ هُوَ الْاِصْلاحُ فِي الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِي؟ وَاَحْيَاناً لَايَكُونُ الْاِصْلَاحُ اِلَّا بِالْقِصَاصِ الْعَادِلِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ وَالتَّنْكِيلِ الْعَادِلِ بِهِمْ كَمَا هُمْ اَيْضاً يُنَكِّلُونَ بِالْاَبْرِيَاءِ وَالضُّعَفَاءِ مِنَ النَّاس؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا اَيْدِيَهُمْا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ الله{اِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْاَرْضِ فَسَاداً(بِاِهْلَاكِهِمْ لِلْحَرْثِ وَالنَّسْل؟ وَكَلِمَةُ النَّسْلِ بِمَعْنَى الْاَطْفَالُ وَالْاَبْرِيَاءُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ؟ وَدَلِيلِي عَلَى اَنَّ الْفَسَادَ الْمَقْصُودَ هُوَ اِجْرَامُهُمْ؟ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{سَعَى فِي الْاَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ؟ وَاللهُ لَايُحِبُّ الْفَسَاد(وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اَنْ يُقَتَّلُوا؟ اَوْ يُصَلَّبُوا؟ اَوْ تُقَطَّعَ اَيْدِيهِمْ وَاَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ؟ اَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْاَرْض( فَالْقَتْلُ لِمَنْ قَتَلَ؟ وَالصَّلْبُ لِمَنْ قَتَلَ وَاَخَذَ الْمَال؟ وَتَقْطِيعُ الْاَيْدِي وَالْاَرْجُلِ مِنْ خِلَافٍ لِعَصَابَاتِ السَّرِقَةِ وَ تِجَارَةِ الْمُخَدِّرَاتِ وَقَطْع ِالطّرِيقِ وَغَصْبِ الْمَال؟ وَالنَّفْيُ مِنَ الْاَرْضِ لِمَنْ يُرَوِّعُ النَّاسَ وَيُخِيفُهُمْ مِنْ هَؤُلَاء؟ فَاِذَا لَمْ نَفْعَلْ كَمَا اَمَرَ الله؟ فَاِنَّهُمْ سَوْفَ يُنَكِّلُونَ بِنَا كَمَا كَانَ يَفْعَلُ فِرْعَوْنُ بِبَنِي اِسْرَائِيلَ{يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ اَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ؟ اِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِنَ الْمُسْرِفِين{وَاللهُ لَايُحِبُّ الْمُسْرِفِين(وَكَلِمَة يَسْتَحْيِي لَيْسَتْ بِالْمَعْنَى الْقَاصِر الَّذِي يَفْهَمُهُ الْجُهَّالُ وَهُوَ اَنَّهُ يُبْقِيهِنَّ اَحْيَاء لَا؟ وَاِنَّمَا هِيَ بِمَعْنَى اَنَّهُ يُذِلُّ نِسَاءَهُمْ وَيَهْتِكُ اَعْرَاضَهُنَّ كَمَا يَحْصَلُ فِي اَيَّامِنَا؟؟ |
||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|