حزب الله: تاريخ وتعريف

**أبو جمال** · 21 - 7 - 2011, 10:43 PM

مرة أخرى يتصدر حزب الله اللبناني الأنباء فهو طرف أساسي في الأزمة الحالية في لبنان. وحزب الله اللبناني منظمة سياسية وعسكرية ذات نفوذ واسع أعضاؤها من الطائفة الشيعية، وقد ذاعت شهرته في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، خصوصا بعد انسحاب آخر القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، الأمر الذي نسب لنجاج عمليات "المقاومة الإسلامية".
لكن صيت الحزب زاد بعد الحرب المدمرة التي عاشها لبنان في صيف عام 2006.
وجاءت تلك الحرب التي خاضها مسلحو الحزب مع إسرائيل بعد أسر حزب الله جنديين إسرائيليين، خلال اشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
بدأ الحزب في الظهور الى الأضواء في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، بدعم مالي من ايران، كتنظيم عسكري سري لمواجهة الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان والذي وصل إلى قلب العاصمة بيروت في عام 1982.
ولم يعلن الحزب عن عمليات مستقلة له سوى في مطلع عام 1984.
وقبل ذلك التاريخ كان نشاط الحزب جزءاً مما كان يسمى "جبهة المقاومة اللبنانية" التي اختفت تقريبا بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من بيروت في عام 1986.
وفي شهر مايو/ أيار من عام 2000 تحقق هدف الانسحاب الكامل للقوات الاسرائيلية من جنوب لبنان بسبب العمليات العسكرية التي خاضتها حركة المقاومة الاسلامية، وهي الجناح العسكري للحزب.
ونتيجة لذلك حظي حزب الله بتقدير واحترام الشيعة في لبنان والذين يمثلون أكبر طائفة دينية في البلاد.
ويتمتع حزب الله بوجود في البرلمان اللبناني، كما قام بتأسيس وإدارة شبكة من الخدمات الاجتماعية والصحية وغيرها خارج إطار الدولة، وللحزب قناة المنار التلفزيونية التي تعبرعن مواقفه وسياساته.
قرار بنزع السلاح ويرفض الجناح العسكري لحزب الله نزع سلاحه، برغم صدور القرار الدولي رقم 1559 في عام 2004 الذي يدعو الى ذلك، والى سحب القوات الأجنبية من لبنان، وبرغم الدعوات الداخلية والخارجية للتخلي عن السلاح والتحول إلى حزب سياسي.
وكان يُتوقع بعد انسحاب اسرائيل من لبنان، أن ينضم مقاتلو الحزب الى الجيش اللبناني، وأن يركز الحزب على أهدافه السياسية والاجتماعية.
لكن حزب الله واصل الانتفاع من مكاسبه السياسية، واحتفظ بمقاتليه الذين يصفهم بأنهم حركة مقاومة لا للبنان وحده، وانما للإقليم برُمته.
وينشط مقاتلو الحزب في عملياتهم ضد اسرائيل من جانب الحدود اللبنانية، وتتركز المناوشات حول منطقة مزارع شبعا، والتي يصفها الحزب بأنها أراض لبنانية محتلة.
ولكن اسرائيل، تساندها الأمم المتحدة، تعتبر أن مزارع شبعا توجد في نطاق الحدود السورية، وبالتالي فانها تقع ضمن أرض الجولان المحتلة منذ عام1967.
حسن نصر الله أمين عام حزب الله

وأدى انسحاب القوات السورية من لبنان في فبراير/ شباط عام 2005 لأن يواجه حزب الله مشكلة، وهي كيفية المواءمة بين دوره كسلاح للمقاومة وبين كونه حزبا سياسيا، حتى وان كان قائما على أساس ديني.
خطوات حذرة
وبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، حاولت عدة حركات معارضة لسورية في لبنان فتح حوار لجذب حزب الله اليها.
ويقول محللون ان قادة حزب الله التزموا سياسة حذرة فيما يتخذونه من خطوات، اذ استمروا في موالاة سوريا مع الابتعاد عن انتقاد المعارضة اللبنانية.
كما يرفع حزب الله شعارات الالتزام بالوحدة الوطنية في لبنان والدعوة الى رفض الوجود الأجنبي فيه.
وينادي حزب الله بالقضاء على دولة اسرائيل، ويعتبر الأراضي الفلسطينية كلها أرض محتلة، كما يؤمن أعضاء الحزب بأنه لاحق لسرائيل في الوجود.
ويتلقى الحزب دعما ماديا ومعنويا من ايران، وكان يهدف في بداياته الى اقامة دولة في لبنان على غرار النمط الاسلامي الايراني.