علم النسب وتطوره

[قلب.,]

علم النسب هو علم معرفة اصول الفرد وفروعه معرفة قد تضيق احياناً للتقصر على ذكر اسماء الاباء والاجداد والابناء والاحفاد وقد تتسع احياناً اخرى لتبلغ مبلغ الترجمة الوافية لحياتهم. وهو من أوثق العلوم ارتباطاً بالعرب في الجاهلية فأمتازوا به على سـائر الامم براعة في حفظه حتى ادرجوه في كثير من اشعارهم، غير أن الغاية من تعلم الانساب في الجاهلية انصرفت الى التفاخر والتفاضل والعصبية والهجاء والترغيب في أخذ الثار. فلما جاء الاسلام نبذ تلك الغايات وصرف علم النسب لغايات أخرى محمودة كقول النبي صلى الله عليه وسلم " تعلموا انسابكم لتصلو ارحامكم" لذا وجب عدم الخلط بين غاية البشر من العلم وبين العلم في ذاته.
بل جاء الاسلام ليدعم علم النسب بمبادئه السامية فمنع انواعا من الزواج كانت تبلغ مبلغ السفاح كزواج المقت وزواج الاخدان وزواج الستبضاع كما حرم الزنا والتبني، قال تعالى "أدعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله" وحرم ادعاء الرجل لغير ابيه، قال صلى الله عليه وسلم "من ادعى الى غير ابيه وهو يعلم انه غير ابيه فالجنة عليه حرام" متفق عليه. ولعلم النسب أهمية بالغة في الفقه الاسلامي فعليه تترتب احكام الورثة فيحجب بعضهم بعضاً، واحكام الاولياء في النكاح فيقدم بعضهم على بعض، واحكام العاقلة في الدية حتى تضرب الدية على بعض العصبة دون بعض. وممن برع في علم النسب من الصحابة رضوان الله عليهم سيدنا ابو بكر الصديق وابو الجهم بن حزيفة وجبير بن مطعم وعقيل بن ابي طالب.
وقد سار علم النسب عند العرب من الحفظ في الصدور الى التدوين، فآفة العلم النسيان. وقيل ان اول ما كان ذلك في زمن الخلافة العباسية، فالفت العديد من الكتب في هذا المجال كنسب قريش لمصعب بن عبدالله الزبيري "236 هـ"، واشارف عبدالقيس للمدائني "225 هـ"، و انساب الامم للبرقي "274 هـ". وقسمت كتب الانساب الى مبسوطات ومشجرات فالمبسوط هو تسطير النسب على السطور، وفيه يبدأ بذكر الاباء ثم الابناء ثم الاحفاد وهكذا. ويتمكن النسابة في المبسوط من الاسهاب في ذكر اخبار الاسـر وتاريخها. أما المشجر فهو ما اخذ هيئة الشجرة من تفرعات كالساق والاغصان والاوراق وقيل أن أول من وضع التشجير الامام الشافعي رضي الله عنه. وكانت المشجرات في السابق تعتمد على رسم حرف النون امام اسم الاب ثم تتصل بهذه النون باءات الابناء. فلو أن رجلاً لديه ابناء عديدون ذكر اسم كل منهم ثم لحق باسمه حرف الباء فقط وهذا الباء يمد حتى يصل النون الموجودة امام اسم الاب مشكلة بذلك كلمة "بن" ثم يلحق باسم الولد الاخر حرف الباء الذي يمد كذلك ليتصل بذات النون الموجودة امام اسم الاب وهكذا بقية الابناء. لذا كان يفرق بين المشجر والمبسوط قديما بضرورة ذكر الابناء اولا في المشجرات لالحاق حرف الباء بهم ثم يذكر الاباء ثم الاجداد، أما في المسوط فكما بينا آنفاً يأتي النسابة على ذكر الاب اولاً ثم الابناء فالاحفاد. "أقول" وفي المشجر لا يسهب النسابة في الترجمة لكل فرد من افراد اسرة مكتفياً احياناً بالتاريخ ليوم الوفاة أو ذكر المهنة أو البلد التي يقيم فيها الفرد.
ثم اخذت كتب الانساب المشجرة صوراً أخرى كرسم اوراق كاوراق الشجر وتدوين الاسماء بها أو رسم حلقات أو خطوط تصل بين الابناء والاباء مما لايستلزم ذكر الابناء الاولا كما في المشجرات القديمة. وفيما بعد ظهرت وثائق نسب تخص كل اسرة بذاتها فتقسم ذات الوثيقة الى ديباجة يحمد الله فيها ويصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسرد النسب مبسوطاً ثم يلحق به المشجر وتزان الوثيقة بتواقيع وتصديقات النسابين والعلماء والامراء والوجهاء.

يجب أن نفرق بين حالتين
الأولى توفر المراجع والوثائق لدى الشخص.
الثانية عدم توفرها ولكن الشخص معروف بانتسابه الى قبيلة ما ومشهور بذلك لدى الكافة

بالنسبة للحالة الاولى توجد لدى الشخص مشجرة قديمة لاسرته وهو لا يريد ان يسلم بالمعلومات التي بها فيقوم بتحقيق
ما بها عن طريق المقارنة وعرض هذه المعلومات على كتب الانساب القديمة والمعتمدة عند اهل العلم ففي هذه الحالة يبدأ من الاجداد نزولاً الى الابناء والاحفاد فهذا اسهل وايسر فمن كان علي بن ابي طالب جده ينظر الى وثيقته فان كان حسنياً نظر في ذرية الحسن والا تركهم ونظر في نسل اخيه ثم تابع الموضوع الى ان يجد ظالته وهو في هذا الحال على احوال كذلك اما ان تتطابق المعلومات التي بالوثيقة او تتعارض او تكون هناك اسماء ناقصة سقطت او زائدة كأن اصبحت الالقاب اسماء مستقلة وهكذا

اما بالنسبة لمن لا يمتلك وثيقة نسبة تصلة بجده الاعلى كعلي بن ابي طالب رضي الله عنه مثلا ولكن اشتهرت اسرته وقبيلته بين الناس بالسيادة والشرف فيبدأ بجمع المعلومات من الفروع وصعوداً الى الاصول حتى يصل الى الجد الجامع لأسرته او قبيلته كما يعتمد على المعلومات التي لدى كبار السن عندهم عن ابائه واجداده ثم يذهب الى كتب الانساب باحثاً في الاصول عمن تتوافق معه هذه المعلومات التي جمعها من اهله وتتطابق ولكن هذه الطريقة تحتاج الى حجج قوية تعضد بعضها بعضاً لعدم امتلاك الشخص للوثائق النسبية التاريخية كما هو شأن الحالة الاولى. فلا يكتفي بالقرائن البسيطة ولا يستعجل.

وفي كلتا الحالتين يجب عرض المعلومات والتحقيق الذي توصل اليه على نسابة او باحث في علم النسب ممن يثق في علمه وصدقه وامانته وينظر رأيه

هذا والله اعلم
الدكتور حسن بن عبدالرحيم السيد
*****
كيفية الوصول لنسب الاسره بشكل سليم خاصه للاسر التى تنتسب لهذا البيت الشريف واقول والله المستعان ان علم النسب علم كاي العلوم الاخرى تعتمد في البدايه على المراجع النسبيه المعتمده حيث انه في كل عصر اشتهر عدد من النسابين المعتمدين الذين لم يتم الطعن بهم او بماكتبو من كتب او خطو من مخطوطات اومشجرات نسبيه في زمنهم ولم ياتي من بعدهم من سفه او انقص من علومهم باسلوب علمي محقق معتمد بذالك على اثبات بمراجع واصول ثابته اومن خلال تناقض في نفس الاقوال للنسابه نفسه اذا والله اعلم ان تكون :
اولا ---هذه المراجع متوفره للرجوع اليها
ثانيا ----- ان يكون الباحث من الاشخاص الثقات الذين يخافون الله المؤتمنين والذين لم يعرف عنهم الكذب او السفاهه او النقص ليكون امينا صادقا في هذا العمل
ثالثا ----- ان يكون قوي الشخصيه غير ضعيف او امعه حتى لايغلب على امره
رابعا -----ان لا يكون احمق اوحقود او متعالى او مغرور فيرد اصحاب الحق بحمقه اوحقده اوتعاليه وغروره
خامسا ------ ان يكون سهل الوصول اليه للالا يتحمل صاحب الحاجه مشقة الوصول اليه
سادسا ------- ان لايكون طماعا لكي لايطمع بمال اوسلطه اوجاه
سابعا -- المفاتيح الخاصه بهذا العلم
--1-- ان يتوفر له حصر مالا يقل عن 10 اسماءاي مايعادل على الاقل 350 سنه
--2--ان يكون البحث لاسره وليس لفرد نكره
--3-- ان تكون لهذه الاسره الشهره المعلومه من القديم بهذا النسب
--4--ان يكون لديه المعرفه بما تتفق عليه الاسره من مرويات او قصص او اشعار ويتحقق من مصادرها
--5--ان يطلع على ما يتوفر لدى الاسره من وثائق
--6--ان تكون لديه معلومات عن ما تختلف عليه الاسره من مرويات واشعار
--7--ان يراجع صكوك البيع والهبات والاوقاف للاسره من واقع مناطق سكناهم
--8-- ان لايعتمد اسلوب التشابه بالاسماء الا للاستدلال فقط
--9--ان يعتمد بعد ذالك البحث ويبتداء من الاجداد فالابناء ليبن له الملصق فيسئل عن الوثائق في الربط وهو حاصل في الكثير مع الاسف وهذه المعلومات هي القواعد المعتمده لدى ديوان الاشراف بالكويت للتحقيق في الانساب حاليا حسب ما اعلم والله اعلى و اعلم وهو ولى التوفيق
الشريف عبدالله آل حسين